استقرت أسعار الذهب في تعاملات يوم الاثنين بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق, مدعومة بتوقعات قوية تشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيقوم بخفض أسعار الفائدة خلال هذا الشهر, ويأتي هذا التوقع بعد صدور بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤًا في نمو الوظائف, مما زاد من الضغوط على الفيدرالي للتحرك لدعم الاقتصاد.
وبحسب بيانات وكالة “رويترز”, سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية مستوى 3586.81 دولار للأونصة, في حين تراجعت العقود الأميركية الآجلة تسليم شهر ديسمبر بنسبة طفيفة بلغت 0.7% لتصل إلى 3626.10 دولار للأونصة.
تدهور سوق العمل يدعم صعود الذهب
يرى المحللون أن العامل الأهم وراء ارتفاع أسعار الذهب يكمن في الضعف الذي يشهده سوق العمل الأميركي, حيث ارتفع معدل البطالة في شهر أغسطس ليصل إلى 4.3%, وهو أعلى مستوى له منذ حوالي أربع سنوات, بالتزامن مع تباطؤ ملحوظ في وتيرة نمو الوظائف, هذا السيناريو عزز بقوة التكهنات بأن الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة بما لا يقل عن 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر في 17 سبتمبر, مع وجود احتمال بنسبة 8% لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس, وذلك وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “CME”.
الذهب ملاذ آمن في أوقات الغموض
لطالما اعتُبر الذهب ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين الاقتصادي, فخفض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب مقارنة بالأصول الأخرى التي تدر عائدًا, كما أنه يضغط على قيمة الدولار الأميركي, مما يجعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات طفيفة, حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 40.84 دولار للأونصة, وتراجع البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1371.65 دولار, بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.2% ليسجل 1107.70 دولار.
الذهب في انتظار قرار الفيدرالي
مع ترقب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي, يظل الذهب محط أنظار المستثمرين باعتباره المستفيد الأكبر من أي توجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا, وتشير المؤشرات إلى أن الذهب قد لا يكون بعيدًا عن تسجيل مستويات قياسية جديدة في المستقبل القريب.