شهدت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، صعودًا ملحوظًا يقترب بها من قممها التاريخية، مدفوعة بتوقعات قوية بخفض محتمل لسعر الفائدة في الولايات المتحدة هذا الشهر، وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية التي ستحدد مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مما يزيد من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية، وتتجه الأنظار نحو التطورات القادمة في الأسواق العالمية.
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,643.78 دولار للأونصة بحلول الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش، وذلك بعد أن سجل يوم أمس الثلاثاء مستوى قياسيًا بلغ 3,673.95 دولار، في حين استقرت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر عند 3,682.30 دولار للأونصة، مما يعكس تفاؤلًا حذرًا في السوق بشأن مستقبل المعدن النفيس.
أسباب صعود الذهب عالميًا
يؤكد المحللون أن تزايد التكهنات بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى تباطؤ سوق العمل في الولايات المتحدة، يدعم استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب على مستوى العالم، حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، مما يزيد الطلب عليه ويرفع أسعاره.
يشير ريكاردو إيفانجيليستا، كبير المحللين في “أكتيف تريدز”، إلى أن ضعف أرقام الوظائف غير الزراعية الصادرة الأسبوع الماضي قد عزز من احتمالات خفض الفائدة خلال اجتماع سبتمبر المقبل، وهو الأمر الذي أدى إلى الضغط على الدولار الأمريكي ومنح الذهب دفعة إضافية، مما يعكس العلاقة العكسية بين قيمة الدولار وأسعار الذهب.
كما كشفت وزارة العمل الأمريكية عن إضافة الاقتصاد نحو 911 ألف وظيفة أقل مما كان متوقعًا خلال الـ 12 شهرًا الماضية، وهو ما يعكس تباطؤ النمو الاقتصادي قبل فرض الرسوم الجمركية الأخيرة، مما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار في ظل التقلبات الاقتصادية.
توقعات قرارات الفيدرالي وتأثيرها على سعر الذهب
وفقًا لأداة CME FedWatch، تتوقع الأسواق بنسبة 92% خفضًا في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما تظل احتمالات الخفض الأكبر (50 نقطة أساس) محدودة عند 8% فقط، مما يشير إلى توقعات حذرة بشأن مدى تدخل الفيدرالي الأمريكي في السياسة النقدية خلال الفترة القادمة.
يترقب المستثمرون اليوم صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين، وسيتبعها غدًا مؤشر أسعار المستهلكين، وتعتبر هذه البيانات حاسمة في تحديد اتجاه الذهب عالميًا خلال الفترة المقبلة، حيث ستوفر مؤشرات حول التضخم وتساعد في تقييم مدى حاجة الفيدرالي للتدخل، مما يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.
منذ بداية عام 2025، حققت أسعار الذهب مكاسب تقدر بنحو 38%، وذلك بعد ارتفاع بنسبة 27% في عام 2024، مدفوعة بضعف الدولار، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، وتصاعد التوترات الاقتصادية العالمية، مما يؤكد على دور الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات وعدم اليقين.
تتوقع مجموعة ANZ أن يصل سعر الذهب إلى 3,800 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، مع إمكانية بلوغ مستوى 4,000 دولار بحلول يونيو المقبل، مما يعكس تفاؤلًا بشأن مستقبل المعدن النفيس وقدرته على تحقيق المزيد من المكاسب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
أسعار المعادن النفيسة الأخرى اليوم
- سعر الفضة عالميًا: ارتفع 0.4% ليصل إلى 41.06 دولار للأونصة.
- سعر البلاتين: صعد 0.2% مسجلًا 1,387.45 دولار.
- سعر البلاديوم: ارتفع 0.2% ليبلغ 1,450.73 دولار.