أعلنت أبل يوم الثلاثاء عن أحدث إصدارات هواتفها الذكية، سلسلة آيفون 17، مع تركيز خاص على هاتف آيفون 17 برو الذي يستهدف بشكل مباشر مجتمع صناع المحتوى، في خطوة جريئة نحو دمج عالم التصوير الاحترافي في جهاز واحد
لطالما كانت كاميرات آيفون تلبي احتياجات المستخدمين العاديين، مما جعل الكاميرات الرقمية التقليدية تبدو قديمة وغير ضرورية للكثيرين، ولكن صناع المحتوى، الذين يقدر عددهم بمئات الملايين، كانوا بحاجة إلى كاميرات فيديو متخصصة من شركات رائدة مثل كانون، سوني، باناسونيك، نيكون وفوجي فيلم
الآن، يبدو أن آيفون 17 برو قد يكون الجهاز الذي يقلب الموازين ويجعل كاميرات الفيديو الاحترافية خيارًا أقل جاذبية لصناع المحتوى
مستشعر الكاميرا
التحسين الأبرز في آيفون 17 برو هو المستشعر الأكبر للكاميرا، فهو أكبر بنسبة 56% مقارنةً بمستشعر آيفون 16 برو، مما يَعِد بصور ومقاطع فيديو أكثر وضوحًا وتفصيلاً
حجم المستشعر يؤثر بشكل كبير على أداء الكاميرا، خاصةً في ظروف الإضاءة المنخفضة، وعمق المجال، ودقة الصورة، لذا يمكن القول ببساطة أن الكاميرا الجديدة تتفوق على سابقتها في جميع النواحي
بالنظر إلى حجمه الصغير ووزنه الخفيف الذي يقارب نصف رطل، فإن المواصفات التقنية للكاميرا تبدو مثيرة للإعجاب حقًا
يتميز آيفون 17 برو بكاميرات مدمجة بدقة 48 ميجابكسل للعدسات الرئيسية، والعدسات فائقة الاتساع، والعدسات المقربة، مما يوفر تكبيرًا بصريًا سلسًا عند 0,5x، و1x، و2x، و4x، و8x
تعتبر العدسة المقربة تحسينًا ملحوظًا مقارنةً بعدسة آيفون 16 برو بدقة 12 ميجابكسل، كما تم تطوير كاميرا السيلفي لترتفع دقتها من 12 ميجابكسل إلى 18 ميجابكسل
صرح باتريك كارول، مدير هندسة كاميرات آيفون، خلال عرض أبل التقديمي بأن مجال الرؤية الأوسع بدقة أعلى مفيد بشكل خاص عند تسجيل نفسك تتحدث مباشرةً إلى الكاميرا، مما يجعل طرازات برو الخيار الأفضل على الإطلاق لمنشئي المحتوى
الأهم بالنسبة للمبدعين هو إمكانيات الفيديو في الهاتف، فمثل الطراز السابق، يدعم آيفون 17 برو تسجيل فيديو بدقة 4K بمعدل 120 إطارًا في الثانية بتقنية Dolby Vision، ولكن الميزات الجديدة المصممة خصيصًا للمبدعين والمدمجة في الهاتف هي ما يجعله مميزًا
على الرغم من تضمين ميزة التسجيل بالكاميرا الأمامية والخلفية المزدوجة في طرز آيفون 17 الأخرى، إلا أنها ستحقق نجاحًا كبيرًا لدى المبدعين، مما يتيح لهم تسجيل ردود أفعالهم أثناء تصوير المشهد الرئيسي
يدعم خط الإنتاج بأكمله أيضًا وضع Center Stage في الكاميرا الأمامية، والذي يتيح للمستخدمين التقاط الصور في الاتجاهين الأفقي والرأسي دون الحاجة إلى تدوير الهاتف، مما يوفر مرونة أكبر أثناء التصوير
ستكون هذه الميزات أفضل في “برو”، لأنه يحسن إمكانيات الفيديو الأساسية للجهاز مع فيديو فائق الثبات بدقة 4K بمعدل 60 إطارًا في الثانية، وهو أمر مفيد جدًا للمبدعين أثناء التنقل
التحرير والتوافق الاحترافي
عندما يتعلق الأمر بالتحرير والتوافق مع إعدادات الأفلام الاحترافية، وهو أمر أساسي لسير عمل المبدعين، فإن هاتف آيفون 17 برو يحدث نقلة نوعية، فهو يتجاوز مجرد تسجيل الفيديو إلى توفير أدوات متكاملة لإنتاج محتوى عالي الجودة
بالنسبة للمبدعين الذين يسجلون مقاطع فيديو أو يبثون مباشرةً في استوديو منزلي، يدعم آيفون 17 برو خاصية Genlock، وهي خاصية تتيح لكاميرات متعددة العمل معًا بسهولة وتزامن، مع واجهة برمجة تطبيقات (API) متاحة للمطورين لإنشاء إعدادات تصوير مخصصة، مما يجعله أداة قوية لإنتاج الفيديو المتعدد الكاميرات
بالتزامن مع إصدار هواتف آيفون الجديدة، يأتي تطبيق Final Cut Camera 2,0، وهو ترقية لتطبيق “أبل” المجاني، يتيح تحرير الفيديو بمستوى احترافي أكبر على الجهاز، مما يوفر للمبدعين الأدوات اللازمة لإنتاج محتوى جذاب ومتميز
مع التطبيق المحدث، يمكن للمبدعين التصوير بتنسيق ProRes RAW من “أبل”، والذي تقول “أبل” إنه سيسرع عمليات التصدير ويقلل حجم الملفات دون المساس بالجودة، مما يوفر الوقت والجهد في عملية الإنتاج
قالت شركة أبل في بيان صحفي إن التحديث يقدم أيضًا ميزة التسجيل المفتوح، التي تستخدم مستشعر الكاميرا الكامل لالتقاط مجال رؤية أوسع بدقة أعلى من دقة DCI 4K
وتابعت أن هذا يمنح المحررين مرونة فائقة لإعادة تأطير اللقطات، وتثبيت اللقطات، وضبط نسب العرض إلى الارتفاع النهائية، كل ذلك دون المساس بجودة الصورة أو أدائها
لماذا الآن؟
لطالما كان أداء أجهزة آيفون أقل من المطلوب بالنسبة للمحترفين، فالأجهزة الأخرى المتخصصة كانت تتفوق عليها في بعض الجوانب، ولكن مع آيفون 17 برو، يبدو أن أبل قد سدت الفجوة بشكل كبير
على عكس الكاميرات الأخرى، على آيفون القيام بأكثر من مجرد التقاط الصور ومقاطع الفيديو، فهو جهاز متكامل يقوم بمهام متعددة، فعلى سبيل المثال، لا يتعين على “كانون” تخصيص أي من ميزانيتها المادية لوحدات معالجة الرسومات التي تشغل نماذج ذكاء اصطناعي معقدة على الجهاز
خلاصة القول هي أن آيفون 17 برو يمثل نقلة نوعية، فبالنسبة للعديد من المبدعين، يعد حمل جهاز واحد يجمع بين الهاتف والكاميرا أمرًا جذابًا بما فيه الكفاية، مما يجعله خيارًا عمليًا واقتصاديًا