ارتفعت أسعار الذهب يوم الخميس، مدعومة ببيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) التي كانت أضعف من التوقعات، مما عزز التوقعات القوية بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في الأسبوع المقبل، وينتظر المستثمرون الآن بفارغ الصبر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسية للحصول على مزيد من المؤشرات حول اتجاه الاقتصاد، وتأثيرها المحتمل على السياسة النقدية المستقبلية.
الأسس الاقتصادية تدعم صعود الذهب
شهد الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.1 بالمائة ليصل إلى 3645,04 دولار للأوقية، وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي له عند 3673,95 دولار يوم الثلاثاء، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم شهر ديسمبر بنسبة مماثلة بلغت 0,1 بالمائة لتصل إلى 3682,90 دولار.
الجدير بالذكر أن بيانات أسعار المنتجين الأمريكية قد كشفت عن انخفاض غير متوقع في شهر أغسطس، وهو ما يعزى بشكل أساسي إلى تراجع هوامش خدمات التجارة، بالإضافة إلى الزيادات الطفيفة في تكاليف السلع.
ينصب تركيز المستثمرين حالياً على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي، حيث تشير التوقعات الصادرة عن استطلاع أجرته رويترز إلى ارتفاع بنسبة 0,3 بالمائة على أساس شهري في أغسطس، وذلك بعد الزيادة التي بلغت 0,2 بالمائة في يوليو، ومن المتوقع أيضاً أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين نمواً بنسبة 2,9 بالمائة على أساس سنوي، مقارنة بنسبة 2,7 بالمائة المسجلة في يوليو.
توقعات خفض الفائدة تسيطر على توجهات السوق
تشير التوقعات السائدة إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيقدم على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في الأسبوع المقبل، مع تسعير السوق بالكامل لخفض بمقدار ربع نقطة مئوية، بينما يرى بعض المستثمرين احتمالية ضئيلة لخفض أكبر يصل إلى نصف نقطة مئوية.
ساهم تقرير الوظائف غير الزراعية الذي صدر الأسبوع الماضي، والذي أظهر تباطؤاً في سوق العمل، في تعزيز التكهنات بتيسير السياسة النقدية، ومن المعروف أن الذهب، الذي لا يدر عائداً، يحقق أداءً متميزاً في البيئات التي تشهد انخفاضاً في أسعار الفائدة.
التطورات السياسية والجيوسياسية وتأثيرها
في سياق التطورات الأخرى، استأنفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطعن في حكم قضائي اتحادي كان قد منع مؤقتاً إقالة ليزا كوك، المحافظة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في تطور متصل، يقترب ستيفن ميران، كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، من تولي منصب محافظ في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يعزز جهود ترامب لزيادة نفوذه على البنك المركزي.
على الصعيد الأوروبي، قامت بولندا بإسقاط طائرات مسيرة روسية يشتبه في أنها اخترقت مجالها الجوي، وذلك بدعم من طائرات تابعة لحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها عضو في الحلف العسكري الغربي النار خلال الحرب الروسية على أوكرانيا.