تنتشر بين الناس وصفة شائعة لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا يطلق عليها “الخلطة السحرية” أو “حقنة البرد” أو “حقنة 3*1” أو حتى “حقنة هتلر”، لكن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار يحذر من أنها غير معتمدة طبيًا وتنطوي على مخاطر صحية جسيمة، مؤكدًا عدم وجود أي دراسات علمية تثبت فعاليتها أو سلامتها،
“الخلطة السحرية” خطر يهدد حياتك
أكد عبد الغفار في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” أن هذه الخلطة تشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة، وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، خاصةً عند استخدامها بشكل متكرر أو دون استشارة الطبيب المختص،
ويوضح أن هذه الخلطة تتكون عادةً من ثلاثة عناصر رئيسية: مضاد حيوي مثل “السيفالوسبورين”، وكورتيزون مثل “الديكساميثازون”، ومسكن للألم وخافض للحرارة مثل “الباراسيتامول” أو “الديكلوفيناك”، محذرًا من أن هذه المكونات قد تتفاعل بشكل سلبي مع أدوية أخرى أو تحتوي على جرعات عالية تشكل خطرًا على الصحة،
هل لهذه الخلطة أي فوائد علاجية حقيقية؟
يشير عبد الغفار إلى أن “الخلطة السحرية” لا تقدم أي فائدة علاجية حقيقية في معظم الحالات، موضحًا أن نزلات البرد غالبًا ما تكون عدوى فيروسية لا تستجيب للمضادات الحيوية التي تستخدم فقط لعلاج الالتهابات البكتيرية،
ويضيف أن التحسن المؤقت الذي قد يشعر به البعض بعد تناول هذه الخلطة ناتج عن تأثير المسكن والكورتيزون اللذين يقللان الألم والالتهابات والحساسية المصاحبة للبرد، لكنهما لا يعالجان السبب الجذري للمرض، بل قد يؤخران الشفاء الطبيعي للجسم، مما يسمح للفيروس بالانتشار دون مقاومة مناعية كافية،
الأشخاص ذوو الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة للخطر
يؤكد عبد الغفار أن استخدام “الخلطة السحرية” هو اعتقاد خاطئ شائع يعتمد على فكرة فعاليتها السريعة، لكنها لا تقدم علاجًا فعالًا طويل الأمد، مشيرًا إلى أن الخطر الأكبر يهدد أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى والربو، حيث قد تتسبب هذه الخلطة في أزمات حادة أو تفاقم حالتهم الصحية إلى درجة الخطورة،
وتواجه وزارة الصحة المصرية هذه الظاهرة من خلال تنظيم حملات توعية للتحذير من مخاطر الوصفات غير المرخصة، وتشجيع المرضى على استشارة الأطباء والالتزام بالعلاجات المثبتة علميًا، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد مروجي العلاجات غير المثبتة،
من جانبه، أكد نقيب صيادلة القاهرة محمد الشيخ في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” أن “الخلطة السحرية” أو الثلاثية تشكل خطرًا على صحة المريض، لاحتوائها على مضادات حيوية تضعف مقاومة الجسم على المدى الطويل،
وأضاف أن نقابة الصيادلة بالقاهرة ترفض إعطاء المرضى مثل هذه المستحضرات وحذرت منها مرارًا وتكرارًا، موضحًا أن المريض قد يشعر بتحسن مؤقت بعد تناول هذه الخلطة، لأنها قد تخفف الأعراض الظاهرية، لكنها لا تعالج المرض الأساسي، بالإضافة إلى آثارها السلبية العديدة،
وأشار إلى أن حقن المرضى في الصيدليات كان أمرًا شائعًا في الماضي، لكنه تقلص بشكل كبير بعد وقوع حوادث مؤسفة أدت بعضها إلى الوفاة، موضحًا أن صيدليات مصر توقفت تمامًا عن حقن المرضى بناءً على توصيات وزارة الصحة التي قصرت عمليات الحقن على المتخصصين فقط،