«قفزة تاريخية» الذهب يحلق بأعلى مستوياته على الإطلاق في السوق الروسية

شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية صعودًا غير مسبوق، إذ تخطت حاجز 3600 دولار للأونصة الواحدة، مسجلة بذلك قمة تاريخية جديدة، وفي هذا السياق، قدمت الخبيرة الاقتصادية يوليا ستارودوموفا من جامعة بيرم التقنية تحليلاً معمقًا للأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع اللافت، مع إضاءات حول التحديات والفرص المحتملة التي قد تواجه المستثمرين في الفترة المقبلة، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة «Газета.Ru».

العوامل الدافعة وراء ارتفاع أسعار الذهب

أوضحت ستارودوموفا أن تراجع قيمة الروبل الروسي يُعد من أبرز العوامل المؤثرة، إذ أن ضعف العملة المحلية يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الروس، حتى في حال استقرار أسعاره عالميًا، كما أشارت إلى الدور المحوري الذي تلعبه سياسة البنك المركزي الروسي، الذي يواصل شراء الذهب بهدف تعزيز الاحتياطيات وحمايتها من المخاطر الناجمة عن العقوبات الاقتصادية.

وأضافت الخبيرة أن الذهب لا يزال يمثل ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات التضخم والتقلبات الاقتصادية، حيث يحافظ على قيمته نسبيًا، كما أن الإعفاءات الضريبية، مثل إلغاء ضريبة القيمة المضافة على السبائك والعملات الذهبية، قد ساهمت في زيادة إقبال الأفراد على الاستثمار في الذهب.

التداعيات الاقتصادية لصعود الذهب

أشارت ستارودوموفا إلى أن ارتفاع أسعار الذهب يحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فمن جهة، يسهم في تعزيز الاحتياطيات النقدية وتشجيع قطاع التعدين، ومن جهة أخرى، يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام في بعض الصناعات الحيوية، مثل الإلكترونيات والمجوهرات والأجهزة، مما يزيد من الضغوط التضخمية على الاقتصاد.

هل الوقت الحالي مناسب للاستثمار في الذهب؟

نصحت ستارودوموفا المستثمرين بالتعامل مع الذهب باعتباره “درعًا ماليًا” لحماية المدخرات، وليس كأداة لتحقيق مكاسب سريعة، وأكدت أن الشراء عند أعلى المستويات السعرية يحمل مخاطر كبيرة، إلا أنها أشارت إلى إمكانية تخصيص جزء من الأموال للاستثمار في الذهب أو الفضة من خلال السبائك، أو العملات، أو الحسابات المعدنية في البنوك الموثوقة.