«قفزة تكنولوجية» نموذج ذكاء اصطناعي صيني يتحدى “ديب بلو” ويُتاح مجانًا

«قفزة تكنولوجية» نموذج ذكاء اصطناعي صيني يتحدى “ديب بلو” ويُتاح مجانًا

تشهد الساحة التكنولوجية تطورات متسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي بالصين، حيث تبرز شركات صينية بقدرات مبتكرة لإنتاج نماذج ذكاء اصطناعي تتسم بالكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة، الأمر الذي يعكس تأثير شركة “ديب سيك” الرائدة التي أحدثت نقلة نوعية في هذا المجال، مما يزيد من المنافسة ويفتح آفاقًا جديدة،

وفي هذا السياق، أعلنت شركة “زد إيه آي” الناشئة عن إطلاق نموذجها الجديد GLM-4.5، مؤكدة أن تكلفة استخدامه ستكون أقل من تكلفة استخدام نموذج “ديب سيك”، مما يمثل تحديًا جديدًا في السوق،

الذكاء الاصطناعي الوكيل: نهج مبتكر

تتبنى شركة “زد إيه آي” نهجًا مختلفًا في تصميم نموذجها GLM-4.5، حيث يعتمد على ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي “الوكيل”، وبخلاف النماذج التقليدية، يقوم هذا النموذج بتقسيم المهام المعقدة تلقائيًا إلى مهام فرعية أصغر، مما يتيح إنجازها بدقة وكفاءة أكبر، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة “CNBC” واطلعت عليه “العربية Business”،

ويتميز النموذج الجديد بأنه مفتوح المصدر، مما يجعله متاحًا مجانًا للمطورين للاستخدام والتعديل، وهو ما يعزز الابتكار والتعاون في مجتمع الذكاء الاصطناعي،

كفاءة استهلاك الطاقة والموارد

أوضح تشانغ بينغ، الرئيس التنفيذي لشركة “زد إيه آي”، في تصريح لشبكة “CNBC” أن نموذج GLM-4.5 يتميز بحجمه الصغير، حيث يبلغ نصف حجم نموذج “ديب سيك” تقريبًا، وأشار إلى أنه لا يحتاج سوى إلى ثماني شرائح إنفيديا H20 لتشغيله، مما يجعله أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة والموارد،

وتعتبر شريحة H20 إصدارًا خاصًا من شركة إنفيديا مخصصًا للسوق الصينية، وذلك امتثالًا لضوابط التصدير الأمريكية، وكانت شركة صناعة الرقائق قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أن الولايات المتحدة ستسمح لها باستئناف مبيعاتها في الصين بعد توقف دام ثلاثة أشهر، إلا أن موعد استئناف الشحنات لا يزال غير واضح،

أقرأ كمان:  «طموح الملوك».. كارفخال على أعتاب عرش الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد

وأكد تشانغ أن الشركة لا تحتاج إلى شراء المزيد من الرقائق في الوقت الحالي، نظرًا لامتلاكها قوة حوسبة كافية، ولكنه امتنع عن الكشف عن المبلغ الذي أنفقته “زد إيه آي” على تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي،

تحدي القيود وتجاوز التوقعات

في يناير الماضي، أثارت “ديب سيك” إعجاب المستثمرين بقدرتها على تحدي القيود المفروضة على الرقائق الأمريكية، ونجحت في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي لا يضاهي “تشات جي بي تي” التابع لشركة “أوبن إيه آي” فحسب، بل يتفوق عليه أيضًا من حيث تكاليف التدريب والتشغيل،

وكانت “ديب سيك” قد صرحت بأن تكاليف تدريب نموذج V3 الخاص بها لم تتجاوز 6 ملايين دولار، في حين يرى بعض المحللين أن هذا الرقم لا يعكس التكلفة الحقيقية، حيث تشير التقديرات إلى أن الشركة أنفقت أكثر من 500 مليون دولار على الأجهزة على مر الزمن،

استراتيجية التسعير التنافسية

كشفت “زد إيه آي” عن استراتيجية تسعير تنافسية، حيث ستتقاضى 11 سنتًا لكل مليون رمز إدخال، مقارنة بـ 14 سنتًا لـ “ديب سيك R1″، و28 سنتًا لكل مليون رمز إخراج، مقابل 2,19 دولار أمريكي لـ “ديب سيك”، وتجدر الإشارة إلى أن الرموز تستخدم لقياس البيانات المستخدمة في معالجة نماذج الذكاء الاصطناعي،

وفي سياق متصل، أطلقت “مون شوت” (Moonshot)، المدعومة من “علي بابا”، منصة Kimi K2 في وقت سابق من هذا الشهر، والتي تدعي أنها تتفوق على “تشات جي بي تي” من “أوبن إيه آي” وClude من Anthropic في بعض قدرات البرمجة، وتتقاضى “Kimi K2” 15 سنتًا لكل مليون رمز إدخال، و2,50 دولار أمريكي لكل مليون رمز إخراج، وذلك وفقًا لما هو مذكور على موقعها الإلكتروني،

“أوبن إيه آي” تحذر من التقدم الصيني

في أواخر يونيو، سلطت “أوبن إيه آي” الضوء على شركة “زد إيه آي” في تحذير بشأن التقدم الذي تحرزه الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الاعتراف المتزايد بدور الشركات الصينية في هذا المجال،

أقرأ كمان:  «زلزال في البرنابيو؟» 5 أسماء تُهدد عرش ريال مدريد في سوق الانتقالات الصيفية

نبذة عن “زد إيه آي”

تأسست “زد إيه آي” في عام 2019، وتشير التقارير إلى أنها تخطط لطرح عام أولي في الصين الكبرى، مما يعكس طموحاتها في التوسع والنمو،

وقد جمعت الشركة الناشئة أكثر من 1,5 مليار دولار أمريكي من مستثمرين بارزين، بما في ذلك “علي بابا” و”تينسنت” و”تشيمينغ فينشر بارتنرز”، وذلك وفقًا لبيانات “بيتشبوك”، وتظهر قاعدة البيانات أيضًا أن شركة “بروسبيريتي سفن فينشرز”، المدعومة من “أرامكو”، بالإضافة إلى صناديق بلدية من مدينتي هانغتشو وتشنغدو، من بين الداعمين لـ “زد إيه آي”،