يُعد تعليم الأطفال كيفية التعامل مع المال مهارة حياتية أساسية، لا تقل أهمية عن التعليم الأكاديمي، فالطفل الذي يكتسب منذ الصغر فهمًا لقيمة المال وكيفية إنفاقه بوعي، يصبح أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مالية حكيمة في المستقبل، هذا التعليم ليس معقدًا كما قد يظن البعض، بل يمكن دمجه في الأنشطة اليومية بشكل عملي وممتع، وإليك أفضل الطرق لتنفيذ ذلك حسب المرحلة العمرية، وفقًا لما ذكره موقع “parents”:
تعليم الأطفال من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات
في هذه المرحلة العمرية، لا يدرك الطفل القيمة الحقيقية للمال، لكنه يستطيع التعرف على شكله وأسمائه، يمكن للأهل استخدام الألعاب البسيطة، مثل مطابقة العملات المعدنية مع صورها أو تلوين أشكالها، كما يمكن تشجيع الأطفال على لعب “المتجر” باستخدام علب فارغة أو أدوات منزلية بسيطة، ومن خلال البيع والشراء بأموال اللعب، يبدأ الطفل في استيعاب فكرة التبادل التجاري، هذه الأنشطة تساعده على ربط المال بالمقايضة بطريقة مرحة وآمنة.
تعليم الأطفال من عمر أربع إلى خمس سنوات
الأطفال في سن ما قبل المدرسة يحبون المشاركة العملية، وهنا يمكن استغلال ذلك لتعريفهم بفكرة التوفير، قبل الذهاب للتسوق، يمكن طلب مساعدتهم في قص القسائم والبحث عن المنتجات المرتبطة بها داخل المتجر، هذا النشاط يغرس لديهم قيمة التوفير منذ الصغر، كذلك، اللعب بمطعم خيالي في المنزل يضيف بعدًا تعليميًا، حيث يتعلم الطفل إعداد الطاولة، تقديم الوجبات، ثم دفع الفاتورة أو استلام النقود كتاجر صغير، هذه الأنشطة البسيطة ترسخ لديه فكرة أن المال جزء من أي عملية شراء أو خدمة.
تعليم الأطفال من عمر ستة إلى ثمانية أعوام
في هذا العمر، يبدأ الطفل في إدراك العلاقة بين الادخار والإنفاق، من المفيد أن يفتح حساب توفير باسمه في البنك، حيث يتعلم كيفية الإيداع ومتابعة نمو رصيده، يمكن أيضًا تعريفه بمفهوم الفائدة وكيف يكافئ البنك المدخرين، إلى جانب ذلك، تعد هواية جمع العملات نشاطًا تعليميًا مشوقًا يساعده على معرفة تاريخ النقود وأشكالها المختلفة، مما يعزز وعيه المالي بطريقة ممتعة.
تعليم الأطفال من عمر تسعة إلى اثني عشر عامًا
بين هذه الأعمار، يصبح الطفل أكثر استعدادًا لفهم قيمة المال بشكل عملي، يمكن للأهل إشراكه في مقارنة الأسعار أثناء التسوق، مثل حساب تكلفة العبوات الكبيرة مقارنة بالصغيرة، أو تجربة منتجات مختلفة ثم مناقشة الجودة والسعر، هذه التجارب تغرس لديه التفكير النقدي وتشجعه على اتخاذ قرارات مالية قائمة على الموازنة بين التكلفة والقيمة.
تعليم المراهقين من عمر ثلاثة عشر إلى خمسة عشر عامًا
في سن المراهقة، يصبح من الضروري تعليم الطفل مفهوم الميزانية والتفريق بين الرغبات والاحتياجات، يمكن للأهل مساعدته على تقسيم مصروفه الأسبوعي بين ما هو ضروري وما هو كمالي، من المفيد أيضًا مشاركة المراهقين في مناقشة ميزانية الأسرة، ليعرفوا أن المال ليس بلا حدود وأن القرارات المالية تحتاج إلى وعي وتخطيط، هذه المرحلة تضع الأساس لشاب مسؤول ماليًا في المستقبل.