تستعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإزاحة الستار عن إصلاحات جوهرية لبرنامج تأشيرة H-1B لغير المهاجرين، وذلك في أعقاب اقتراحها بفرض رسوم إلزامية بقيمة 100.000 دولار على هذه التأشيرة، وفقًا لمذكرة صادرة عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تحت عنوان “إصلاح برنامج تأشيرة H-1B لغير المهاجرين”. وتتضمن التعديلات المرتقبة مراجعة شاملة لمعايير الإعفاء من سقف التأشيرات، وتشديد الرقابة على أصحاب العمل الذين لديهم سجل سابق من المخالفات، بالإضافة إلى تعزيز الإشراف على عمليات التوظيف التي تتم عبر أطراف ثالثة، ومن المتوقع الإعلان عن هذه القواعد الجديدة في ديسمبر 2025، حسبما أفادت مجلة Newsweek.
جاءت هذه التطورات بعد أسابيع من إعلان الرئيس ترامب عن فرض رسوم قدرها 100.000 دولار على كل تأشيرة H-1B، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا بين أفراد الجالية الهندية المقيمين في الولايات المتحدة بموجب هذه التأشيرة، إلا أن حدة التوتر خفت لاحقًا بعد توضيح المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن هذه الرسوم “ليست سنوية” بل “مرة واحدة فقط” وتطبق على الطلبات الجديدة.
يخضع توجه الإدارة الأمريكية لتقييد برنامج H-1B لمراقبة دقيقة، نظرًا لتأثيره المحتمل على القطاعات الحيوية التي تعتمد على المواهب الأجنبية، وخاصة شركات التكنولوجيا التي قد تجد صعوبة في تحمل التكاليف المرتفعة لهذه التأشيرات، في حين تشير دعوى قضائية حديثة إلى أن ما يقرب من ثلث حاملي تأشيرة H-1B يعملون في قطاعات أساسية خارج نطاق التكنولوجيا، كالصحة والتعليم والخدمات الدينية والأكاديمية. في سياق متصل، صرح جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، في مقابلة مع CNBC، بأن سياسات الهجرة المقترحة كانت ستحول دون هجرة عائلته من تايوان إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن “الفرصة لي ولعائلتي للوجود هنا لم تكن لتتحقق”.
وفي هذا الصدد، نستعرض أبرز قادة قطاع التكنولوجيا الذين شقوا طريقهم المهني في الولايات المتحدة بفضل تأشيرة H-1B، وآراءهم بشأن الإصلاحات المقترحة:
ساتيا ناديلا – رئيس مايكروسوفت:
وُلد ونشأ في الهند، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة في التسعينيات، حيث حصل على البطاقة الخضراء، إلا أنه تخلى عنها لاحقًا ليتمكن من استقدام زوجته عبر تأشيرة H-1B في عام 1994، وقد وصف هذا القرار لاحقًا بأنه “سخيف”، داعيًا إلى إصلاحات تحقق التوازن بين الأمن القومي والتنافسية الاقتصادية، ومؤكدًا أن هذا البرنامج ساعد مايكروسوفت في استقطاب مواهب عالية الكفاءة.
سوندار بيتشاي – رئيس ألفابت:
نشأ في تشيناي، وتخرج من المعهد الهندي للتكنولوجيا خاراغبور، ثم أكمل دراسته في جامعتي ستانفورد ووارثون، انضم إلى جوجل عام 2004، حيث قاد تطوير متصفح Chrome ونظام التشغيل Chrome OS، وقد كتب في منشور سابق: “إن الهجرة ساهمت بشكل كبير في نجاح أمريكا الاقتصادي، وجعلت Google ما هي عليه اليوم”.
أروند سرينيفاس – مؤسس Perplexity AI:
هو خريج المعهد الهندي للتكنولوجيا مدراس، ويقود شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تُقدر قيمتها بـ20 مليار دولار، وقد صرح بأن وادي السيليكون يرحب بالمواهب الخارجية، على الرغم من تحديات الهجرة، مؤكدًا أن “الجدارة” هي المعيار الحقيقي للنجاح.
جايشري ألال – رئيسة Arista Networks:
ولدت في المملكة المتحدة ونشأت في نيودلهي، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن 16 عامًا لاستكمال دراستها، عملت في شركات مرموقة مثل AMD وسيسكو، وتُعد اليوم من ضمن قلة من المليارديرات المهاجرين في أمريكا، حيث قالت: “أفضل المطورين يمكن أن يأتوا من أي مكان، فالموهبة موزعة عالميًا”.
أروند كريشنا – رئيس IBM:
وُلد في دهرادون، وتخرج من المعهد الهندي للتكنولوجيا كانبور، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة إلينوي، ويُعتقد أنه انتقل إلى الولايات المتحدة عبر تأشيرة H-1B في التسعينيات، ويرى أن استقطاب المواهب العالمية أمر ضروري لتنمية الكفاءات المحلية، قائلًا: “يجب أن نكون مركزًا دوليًا للمواهب، بسياسات تدعم ذلك”.