«صقيع الشتاء يهدد جيوب المستهلكين» تفاقم مرتقب لغلاء الخضر والفواكه مع بداية الموسم البارد

اقتصادكم

تعاني الأسواق المغربية منذ أسابيع من موجة غلاء غير مسبوقة، طالت أسعار الخضر والفواكه بشكل خاص، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الأسر التي تواجه أصلاً ارتفاعاً في تكاليف المعيشة وتراجعاً في القدرة الشرائية، وقد أثار هذا الارتفاع المفاجئ تساؤلات جدية حول فعالية آليات المراقبة ودور السلطات في ضبط الأسعار وحماية المستهلك.

في ظل هذه الزيادات، بات المستهلكون يواجهون تحديات كبيرة لتأمين احتياجاتهم اليومية، حيث شهدت أسعار المواد الأساسية ارتفاعاً ملحوظاً، كما يوضح الجدول التالي:

السلعةالسعر التقريبي للكيلوغرام (بالدرهم المغربي)ملاحظات
البطاطس7ارتفاع ملحوظ.
الطماطم6تعتبر مرتفعة لمادة أساسية.
السردينتجاوز 20قطاع الأسماك لم يسلم من الزيادات.

هذا الارتفاع الملحوظ طال الفواكه أيضاً، ودفع العديد من الأسر إلى إعادة تقييم نمط استهلاكها، بتقليص الكميات المشتراة أو حتى الاستغناء عن بعض الأصناف تماماً. وفيما يلي تفاصيل لبعض أسعار الفواكه:

السلعةالسعر التقريبي للكيلوغرام (بالدرهم المغربي)ملاحظات
التفاح10ارتفاع متفاوت.
الموز23قفزة كبيرة في السعر.
العنب10ارتفاع ملحوظ.

 

تحليل المهنيين لأسباب الغلاء

أوضح أحد مهنيي تجارة الخضر والفواكه بمدينة الدار البيضاء، في تصريح خاص لموقع “اقتصادكم”، أن هذا الارتفاع ليس مجرد صدفة بل هو نتاج لعوامل متعددة ومعقدة، أهمها زيادة تكاليف النقل واليد العاملة، بالإضافة إلى التأثير السلبي للتغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي، خاصة موجات الحرارة والجفاف التي طالت العديد من المناطق المنتجة، مؤكداً أن المهنيين أنفسهم يعانون من تراجع هوامش الربح بسبب اضطراب السوق وارتفاع أسعار الجملة.

 

صوت المواطنين: عبء المعيشة المتزايد

من جهتها، عبرت إحدى المواطنات أثناء جولتها في سوق الحي عن استيائها البالغ من موجة الغلاء، مؤكدة أن “الأسعار أصبحت لا تطاق بتاتاً، ولم تعد تتناسب مع مداخيل الأسر المتوسطة، ناهيك عن الطبقات الهشة”، وأضافت أن الأسر المغربية تجد نفسها مجبرة على تقليص نفقاتها الغذائية الأساسية لتتمكن من تغطية مصاريف أخرى لا مفر منها مثل الكراء والفواتير.

 

دعوات لتدخل حكومي فعال

في ظل هذا التحدي، دعا عدد من المهنيين في السوق إلى تدخل حكومي أكثر فعالية ونجاعة لمواجهة هذه الأزمة، مشددين على ضرورة تفعيل آليات الضبط والمراقبة الصارمة على طول سلاسل التوزيع، وتقديم حلول عملية ومستدامة لتقليص كلفة الإنتاج والنقل، بالإضافة إلى تشجيع المنتوج المحلي ودعم الفلاحين الصغار الذين تضرروا بشكل كبير من التقلبات المناخية.

 

تخوفات من تفاقم الأزمة شتاءً

يعبر المهنيون عن تخوفهم العميق من استمرار المنحى التصاعدي للأسعار، خاصة مع حلول فصل الشتاء الذي يشهد عادة زيادة في الإقبال على بعض المواد الغذائية الأساسية، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم معاناة الأسر وزيادة الضغط الاجتماعي بشكل أكبر.