«انتعاش الذهب الأسود» النفط يقلص خسائره مع انفراجة في التوترات التجارية الأمريكية الصينية

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا تدريجيًا يوم الإثنين، مدعومًا بتراجع المخاوف من تصعيد محتمل في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، في حين تأثر اليورو والين سلبًا بالتقلبات السياسية في فرنسا واليابان على التوالي، مما أثر على تداولات سوق العملات العالمي.

استعاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، عافيته بشكل ملحوظ بعد تراجعات نهاية الأسبوع الماضي، والتي جاءت إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين.

لقد ذكّر هذا الإعلان المفاجئ بـ”يوم التحرير” الذي حدث في أبريل الماضي، عندما فرض ترامب رسومًا جمركية شاملة على الواردات الصينية، مما أدى في ذلك الوقت إلى موجة بيع حادة في أسواق الأسهم والعملات المشفرة يوم الجمعة.

ترامب يلين لهجته

صرّح تيم كيليهر، رئيس مبيعات العملات المؤسسية في بنك الكومنولث في أوكلاند، بأن الأجواء السائدة متوترة بالتأكيد، لكن يبدو أن الرئيس ترامب قد خفف من لهجته قليلًا مجددًا، مما يشير إلى مرونة محتملة في موقفه التجاري.

وأضاف كيليهر، مشيرًا إلى مثل متداول بين المتعاملين يُعرف بـ”TACO” – أي Trump Always Chickens Out – أو “ترامب يتراجع دائمًا في النهاية”، أن هذا النمط يعكس تراجعات سابقة للرئيس الأمريكي في مواجهة التوترات التجارية.

فبعد أن أعلن عن الرسوم الجمركية بنسبة 100% يوم الجمعة، كتب ترامب يوم الأحد على منصة Truth Social قائلًا: “لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون بخير! الرئيس شي المحترم للغاية مرّ بلحظة سيئة، لكنه لا يريد ركودًا لبلاده، وأنا كذلك، الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها!”.

تراجع اليورو وارتفاع الدولار أمام الين

تأثرت السيولة في الأسواق جزئيًا بسبب عطلة كولومبوس/يوم الشعوب الأصلية في بعض الولايات الأمريكية، على الرغم من بقاء أسواق الأسهم مفتوحة، بينما ظلت الأسواق اليابانية مغلقة بمناسبة يوم الصحة والرياضة، مما أثر على حجم التداولات.

شهد اليورو انخفاضًا، متجاهلًا إعلان الرئاسة الفرنسية عن تشكيل رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو لحكومته الجديدة يوم الأحد، والتي شهدت إعادة تعيين رولان ليسكور، أحد أبرز حلفاء إيمانويل ماكرون، وزيرًا للمالية.

في المقابل، ارتفع الدولار أمام الين الياباني، في وقت يراقب فيه المستثمرون مستقبل رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي الجديدة، ساناي تاكاييتشي، بعد انسحاب حزب كوميتو من الائتلاف الحاكم يوم الجمعة، مما شكّل ضربة قوية لآمالها في أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان.

تحركات العملات والسلع الرئيسية

شهدت أسواق العملات المشفرة تقلبات ملحوظة، متأرجحة بين المكاسب والخسائر بعد موجة البيع الحادة التي ضربتها يوم الجمعة.

وفي أسواق السلع، سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا، مواصلًا ارتفاعه بشكل لافت.

استعاد اليوان الصيني الخارجي بعض الاستقرار في تداولاته، مدعومًا ببيانات أظهرت تسارع نمو الصادرات الصينية في سبتمبر، مما يعكس تحسنًا في الأداء الاقتصادي للصين.

تقلبات متوقعة في أسواق الصرف

على الرغم من تحسن المعنويات نسبيًا يوم الإثنين، حذّر محللون من أن الأسواق لا تزال هشة، وأن العملات قد تشهد تقلبات حادة في الأسعار خلال الفترة المقبلة، مما يستدعي الحذر من المستثمرين.

وفي هذا السياق، صرّح لي هاردمان، المحلل الاستراتيجي في MUFG، بأن أيًا من الجانبين لا يمكنه تحمل مثل هذه الرسوم الجمركية المرتفعة لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة تشير مجددًا إلى مسار محتمل للتهدئة.

وأضاف هاردمان أن التهديدات التجارية قد تسهم فقط في زيادة تقلبات سوق العملات على المدى القصير، وربما تدفع إلى تراجع بعض صفقات الكاري تريد، التي تعتمد على استقرار الأسعار.

تعتمد استراتيجية الكاري تريد على الاقتراض بعملات منخفضة العائد للاستثمار في عملات مرتفعة العائد، وغالبًا ما تُستخدم الين الياباني والفرنك السويسري كعملات تمويل، وهما الأكثر تضررًا يوم الإثنين بسبب هذه التقلبات.

أما الدولار الأسترالي، الذي يميل إلى الارتفاع في البيئات الاستثمارية عالية المخاطر، فقد كان الأفضل أداءً بين العملات الرئيسية، في حين استقر الجنيه الإسترليني دون تغيير يُذكر، مما يعكس تباينًا في أداء العملات المختلفة.