الذهب يحلق عاليًا مسجلًا قممًا تاريخية جديدة، حيث وصل اليوم إلى 4075 دولارًا للأوقية، الأمر الذي انعكس على سعر الذهب في مصر، ليصل عيار 21 إلى 5470 جنيهًا، وتأتي هذه الارتفاعات مدفوعة بالحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، وسط توقعات من بنوك استثمار عالمية بوصول سعر الأوقية إلى 5 آلاف دولار.
شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا قياسيًا جديدًا مع بداية تداولات الأسبوع، مدفوعة بالإقبال المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل تجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وفي الوقت نفسه، قفزت أسعار الفضة لتسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق.
سجل سعر أونصة الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا اليوم بنسبة 1.3%، ليبلغ أعلى مستوى تاريخي جديد عند 4078 دولارًا للأوقية، وذلك بعد أن افتتحت التداولات اليوم عند مستوى 4017 دولارًا للأوقية، ليتداول حاليًا عند مستوى 4070 دولارًا للأوقية.
وقد ساهم الإغلاق الإيجابي للذهب خلال الأسبوع الماضي، وتجاوزه المستوى النفسي الهام عند 4000 دولار للأوقية، في استكمال هذا الارتفاع القوي مع بداية الأسبوع الجديد، ليواصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة فوق هذا المستوى، محققًا ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية العام بنسبة تصل إلى 55%، وذلك وفقًا للتحليل الفني لجولد بيليون.
يأتي هذا الارتفاع المتواصل في أسعار الذهب بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة بفرض رسوم جمركية باهظة بنسبة 100% على السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إعلانه عن فرض ضوابط تصدير جديدة على برامج الكمبيوتر الحساسة بحلول الأول من نوفمبر، وجاء ذلك ردًا على القيود الصينية المفروضة على العناصر الأرضية النادرة والمعدات، والتي دافعت عنها بكين يوم الأحد، معتبرةً أنها مبررة، ولكنها لم تفرض رسومًا إضافية على السلع الأمريكية.
وقد ردت بكين على تصريحات ترامب بالتأكيد على أنها لا تخشى الدخول في حرب تجارية، وأنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها، وقد أدى هذا الموقف الحازم إلى زيادة المخاوف بشأن تجدد التصعيد في التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو أصول الملاذ الآمن، وعلى رأسها الذهب.
وقد خفف ترامب من حدة لهجته خلال عطلة نهاية الأسبوع، داعيًا الأسواق إلى عدم القلق بشأن الوضع مع الصين، ومشيراً إلى أن واشنطن لا تخطط لتصعيد فوري، وساهم هذا التحول في تهدئة بعض التوترات، إلا أن المتداولين ظلوا حذرين من التحولات السياسية المفاجئة وغير المتوقعة من جانب البيت الأبيض.
الجدير بالذكر أن التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط كانت بمثابة عامل لتهدئة ارتفاع سوق الذهب، ولكننا نشهد الآن عودة ظهور المخاطر بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
لقد كان الارتفاع الكبير في أسعار الذهب منذ بداية العام مدفوعًا بعدة عوامل، بما في ذلك المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، بالإضافة إلى عمليات الشراء القوية للذهب من قبل البنوك المركزية، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، والتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، وحالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن الرسوم الجمركية.
وتتوقع الأسواق حاليًا احتمالية شبه مؤكدة لخفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهر أكتوبر القادم، يليه خفض مماثل في شهر ديسمبر.
ومن المقرر أن يلقي رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كلمة هامة في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال يوم الثلاثاء القادم، مما قد يقدم مؤشرات جديدة حول توجهات البنك الفيدرالي فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة، كما أنه من المقرر أن يلقي مسؤولون آخرون في الاحتياطي الفيدرالي كلمات طوال الأسبوع.
أسعار الذهب محليًا
بدأت أسعار الذهب المحلية تداولات اليوم على ارتفاع ملحوظ، مسجلةً مستوى تاريخيًا جديدًا، وذلك بعد أن وجدت الدعم من استمرار ارتفاع أسعار الذهب العالمية وتسجيلها لمستويات قياسية، بالإضافة إلى التغيرات التي طرأت على سعر الصرف.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الاثنين عند مستوى 5475 جنيهًا للجرام، ليتداول عند نفس المستوى وقت كتابة هذا التقرير، وكان قد ارتفع خلال جلسة الأمس بمقدار 45 جنيهًا، ليغلق عند 5460 جنيهًا للجرام، بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 5395 جنيهًا للجرام.
لقد استطاع الذهب المحلي أن يرتفع يوم أمس ويخترق المستوى الهام عند 5400 جنيه للجرام من جديد، ليلامس قمته الأخيرة عند 4560 جنيهًا للجرام، وهو الأمر الذي أعطاه دفعة قوية مع بداية تداولات اليوم، ليسجل مستوى تاريخيًا جديدًا عند 5475 جنيهًا للجرام.
إن استمرار الذهب العالمي في الارتفاع وتسجيل المستويات القياسية يساهم بشكل كبير في ارتفاع مستويات الذهب المحلي، الذي يعتمد عليه في التسعير بشكل أساسي، وبذلك تبقى النظرة المستقبلية للذهب المحلي إيجابية على المدى الطويل.
من جهة أخرى، شهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات اليوم، الأمر الذي ساعد على ارتفاع سعر الذهب المحلي، الذي يعتمد على سعر صرف الدولار عند تسعيره.