«خيبة أمل تقنية» وعود عملاقة لم ترَ النور: فشل كبرى الشركات في تحقيق طموحاتها

تعدنا شركات التكنولوجيا باستمرار بابتكارات تغير قواعد اللعبة، وأحيانًا تتجاوز حدود تصوراتنا، وبينما يترقب عشاق التكنولوجيا هذه المنتجات بشغف، قد تخيب الشركات آمالهم، تاركة إياهم في حالة من الانتظار المحبط.

غالبًا ما تُعرض هذه الابتكارات التقنية المذهلة في المؤتمرات السنوية، حيث تستعرض الشركات أحدث ما توصلت إليه، ومن الشائع أن تعد الشركات الصغيرة بمنتجات تفوق قدراتها التنفيذية.

ولكن المفاجأة تحدث حين تتخلى شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل “آبل” و”جوجل”، عن وعودها وتتخلى عن مشاريع مستقبلية طالما أثارت فضولنا، إليكم أبرز هذه الوعود التي لم ترَ النور.

“آبل إير باور”

في عام 2017، كشفت “آبل” عن منتج ثوري يَعِد بتجربة شحن سريع لمنتجاتها، مغايرة لكل ما سبق، وأطلقت عليه اسم “إير باور” (AirPower).

كان من المفترض أن تتيح لوحة شحن “إير باور” شحن المنتجات لاسلكيًا، دون الحاجة إلى وضعها بعناية أو الاهتمام بمواقع محددة، سواء كانت ساعة ذكية، سماعات لاسلكية، أو حتى الهاتف.

مصدر الصورة
“آبل” تخلت عن “إير باور” بسبب مشاكل الحرارة (الفرنسية)

لكن “آبل” لم تطرح هذا المنتج مطلقًا، ولم تتحدث عنه مرة أخرى حتى عام 2019، عندما صرح دان ريتشيو، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة في الشركة، لموقع “تيك كرانش” بأن “إير باور” لم يستوفِ معايير “آبل” العالية، ولهذا السبب تم إلغاؤه.

وأوضح ريتشيو أن المنتج كان يعاني من مشاكل حرارة كبيرة، مما يجعله غير آمن للمستخدمين، بالإضافة إلى صعوبة دمج الشحن الخاص بساعات “آبل” الذكية في اللوحة، وبعد عدة سنوات، كشفت “آبل” عن تقنية “ماغ سيف”، التي تعتبر أقرب بديل لـ “إير باور” الذي ظهر لأول مرة عام 2017، ولكنها لا تزال تتطلب وضع الهاتف والمنتجات في أماكن محددة مسبقًا.

مشروع “جوجل” لبث الألعاب

كشفت “جوجل” عن مشروع “ستاديا” (Stadia) لأول مرة في عام 2019، وكانت فكرة المشروع ثورية بكل المقاييس.

بدءًا من إمكانية بث الألعاب بدقة عالية تضاهي الحواسيب المكتبية الرائدة ومنصات الألعاب، وصولًا إلى سهولة استخدام الألعاب والوصول إليها، فكل ما تحتاجه هو النقر على رابط من مقطع “يوتيوب” لتجد نفسك في قلب اللعبة.

مصدر الصورة
مشروع “ستاديا” لم يحظ بإقبال جماهيري مناسب مما أدى لإلغائه في النهاية (غيتي)

لكن المشاكل ظهرت بسرعة، بدءًا من النموذج المالي الذي اعتمد بشكل كامل على شراء اللعبة بسعرها الكامل، ثم الاشتراك في خدمات “ستاديا” لبث الألعاب بأعلى جودة وشراء الملحقات الخاصة بها، وبعد حوالي 4 سنوات، انضم “ستاديا” إلى مقبرة المشاريع التي أوقفتها “جوجل”، وقامت الشركة بإعادة الأموال مباشرة لجميع من اشترى منتجات المشروع أو الألعاب داخله، لكنها لم تعوض قيمة الاشتراكات.

عملة “فيسبوك” الرقمية

في عام 2019، وقبل أن يصبح “ميتا”، قرر “فيسبوك” إطلاق عملة رقمية جديدة تحت اسم “ليبرا” (Libra)، بالتزامن مع الإقبال العالمي على العملات الرقمية وانتشارها الواسع.

وعدت المنصة بأن تجربة هذه العملة ستكون سهلة للغاية، ويمكن استخدامها من أي مكان في العالم وداخل المنصة مباشرة، لإرسال الأموال واستقبالها وبيع المنتجات مباشرة باستخدام العملة، وبينما ترقب المستخدمون إطلاق هذه الخدمة الجديدة في مختلف دول العالم، أبدت كبرى الشركات العاملة في قطاع الأموال تحفظات عديدة على المشروع، أبرزها شبهة غسل الأموال سواء من المنصة أو من المستخدمين.

ونتيجة لذلك، انسحب العديد من الداعمين للمشروع مثل “باي بال” و”فيزا” و”ماستركارد”، ولاحقًا غيرت المنصة اسم العملة الخاصة بها لتصبح “دييم” (Diem)، لكن هذا لم يكن كافيًا لإنقاذ المشروع، وفي عام 2022، انتهى مصير العملة تمامًا بعد بيع المشروع لشركة “سيلفرغيت” (SliverGate) الاستثمارية، مما يثبت أن مهما كان مشروع “فيسبوك” طموحًا ورائجًا، فإنه ليس كافيًا لتحدي الأنظمة العالمية.

مشروع “آرا” من “جوجل”

قدمت “جوجل” هذا المشروع الثوري في عام 2013، وكانت فكرته بسيطة للغاية: هاتف قابل للترقية وتحديث مكوناته بشكل كامل.

اعتمدت فكرة المشروع على نموذج مشابه لمشروع “فريم وورك” (Framework)، الذي يقدم حواسيب محمولة قابلة للترقية عبر قطع تشبه قطع الليغو.

مصدر الصورة
مشروع “آرا” توقف بسبب العقبات اللوجستية وتصميم الهاتف السيئ (الفرنسية)

ورغم أن الفكرة كانت مبتكرة وجذبت العديد من المستخدمين حول العالم، فإنها لم تنجح في التحول إلى واقع ملموس، وفشلت “جوجل” في عرض نسخة فعالة من الهاتف في مؤتمرها عام 2014، وفي عام 2016، أصبح تحقيق المشروع أمرًا شبه مستحيل بسبب العقبات التقنية واللوجستية بين مصنعي الهواتف المختلفين، بالإضافة إلى التصميم السيئ للهاتف وحجمه، وفي وقت لاحق من العام ذاته، تم إلغاء المشروع والتخلي عنه نهائيًا.