يواصل سعر الذهب في الأسواق المحلية والعالمية صعوده القياسي للأسبوع التاسع على التوالي، ليسجل مستويات غير مسبوقة خلال تعاملات اليوم الإثنين، مدفوعًا بشكل رئيسي بتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا، وفقًا لما أفاد به تقرير منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
الأسواق المحلية والعالمية
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، أن أسعار الذهب قد ارتفعت بنحو 80 جنيهًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم، مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي، بينما سجلت الأوقية ارتفاعًا بنحو 68 دولارًا، لتشهد الأسواق تحركات سعرية ملحوظة، وفيما يلي تفاصيل أسعار الذهب اليوم الإثنين:
| الصنف | السعر (بالجنيه المصري) | السعر (بالدولار الأمريكي) |
|---|---|---|
| جرام الذهب عيار 24 | 6,263 جنيهًا | – |
| جرام الذهب عيار 21 | 5,480 جنيهًا | – |
| جرام الذهب عيار 18 | 4,697 جنيهًا | – |
| جرام الذهب عيار 14 | 3,654 جنيهًا | – |
| الجنيه الذهب | 43,840 جنيهًا | – |
| الأوقية (عالميًا) | – | 4,085 دولارًا |
مكاسب أسبوعية تاريخية
شهدت أسعار الذهب مكاسب تاريخية خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت الأسعار في السوق المحلية بنحو 180 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بمقدار 131 دولارًا، ليواصل الذهب صعوده ويلامس مستويات قياسية، وسجل الذهب في تعاملات الإثنين مستوى تاريخيًا جديدًا بلغ 4085 دولارًا للأوقية، مواصلًا مكاسبه للأسبوع التاسع على التوالي، وذلك في ظل الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاوف حول النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، ويوضح الجدول التالي تفاصيل حركة الأسعار الأسبوع الماضي:
| الصنف | سعر الافتتاح | أعلى مستوى | سعر الإغلاق | صافي الارتفاع الأسبوعي |
|---|---|---|---|---|
| جرام الذهب عيار 21 (محليًا) | 5,220 جنيهًا | 5,450 جنيهًا | 5,400 جنيهًا | 180 جنيهًا |
| الأوقية (عالميًا) | 3,886 دولارًا | 4,060 دولارًا | 4,017 دولارًا | 131 دولارًا |
توتر تجاري ومشهد سياسي مضطرب
تشهد الأسواق العالمية حالة من الارتباك والترقب بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية بدءًا من 1 نوفمبر، وذلك ردًا على القيود الجديدة التي فرضتها بكين على تصدير العناصر الأرضية النادرة، وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف واسعة من تعطل سلاسل الإمداد العالمية، وأعادت إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، ورغم محاولات التهدئة التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، يظل الحذر هو السائد في الأسواق، فيما يتجه المستثمرون نحو الذهب كملاذ يحافظ على القيمة في خضم تصاعد التوترات الجيوسياسية.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يفاقم المخاوف
زاد من تعقيد المشهد الاقتصادي استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثالث على التوالي، مما أدى إلى تسريح عدد كبير من الموظفين الفيدراليين وتعليق إصدار عدد من التقارير الاقتصادية المهمة، من بينها مؤشر أسعار المستهلكين الذي تم تأجيله إلى 24 أكتوبر، وفي ظل غياب مؤشرات اقتصادية جديدة لتوجيه الأسواق، تتجه أنظار المستثمرين والمحللين إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، المقرر غدًا، والذي يُنتظر أن يوضح ملامح السياسة النقدية القادمة، وسط توقعات متزايدة بخفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام.
الطلب الاستثماري يواصل دعم الأسعار
تشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن الارتفاع الأخير في أسعار المعدن الأصفر يعكس موجة قوية من الطلب الاستثماري المتزايد، مدفوعة بزيادة مشتريات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، التي سجلت تدفقات تفوق 67 مليار دولار منذ بداية العام الجاري، بينما ارتفعت حيازاتها العالمية إلى 3857 طنًا من الذهب، أي أقل بنسبة 2% فقط من ذروتها التاريخية المسجلة في نوفمبر 2020، ويرجح المجلس أن موجة الصعود الحالية لم تستنفد زخمها بعد، نظرًا لاستمرار ضعف الدولار الأمريكي، وتراجع العوائد الحقيقية للسندات الأمريكية، وتزايد التقلبات في أسواق الأسهم العالمية، بالإضافة إلى استمرار مشتريات البنوك المركزية حول العالم.
الذهب يكتب فصلًا جديدًا من تاريخه
يؤكد مجلس الذهب العالمي أن ما تشهده الأسواق في أكتوبر 2025 ليس ذروة السوق التقليدية، بل يمثل مرحلة جديدة من إعادة تسعير المعدن الأصفر في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، ففي عالم تتراجع فيه الثقة بالعملات الورقية وتتسع فيه المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، يبدو أن الذهب يواصل أداء دوره التاريخي كـ “الملاذ الآمن” الذي يوازن بين العاصفة وتقلبات التاريخ، ليظل ركيزة أساسية للحفاظ على القيمة في أوقات عدم اليقين.