إن العلاقات الإنسانية لا تخلو أبدًا من التحديات، فجميع الأزواج يواجهون صعوبات جمة في رحلتهم معًا، ولكن يكمن الفارق الجوهري بين المشكلات الطبيعية الناجمة عن ضغوط الحياة، والسلوكيات السامة التي تتركك تشعر بعدم الارتياح الدائم، قد تكون هذه السلوكيات خفية في بعض الأحيان، لكن تداعياتها جلية على صحتك النفسية والعاطفية، لا يكمن الهدف من العلاقة في بلوغ الكمال، بل في إدراك ما هو صحي وما هو ضار، وعندما تتمكن من تمييز العلامات الحقيقية لعلاقة متوازنة، ستكون أقدر على بناء رابط آمن ومفعم بالحب الذي تستحقه، أما إذا وجدت نفسك منزعجًا باستمرار من هذه التصرفات، فربما تكون في علاقة غير صحية تستدعي منك إعادة التفكير، وفي هذا السياق، يستعرض اليوم السابع مجموعة من هذه العلامات، استنادًا إلى ما نشره موقع “yourtango”.
الوعود دون أفعال
الشخص الذي يحبك ويهتم حقًا بالعلاقة يبذل وقتًا وجهدًا ليكون متواجدًا، فهو لا يكتفي بالكلام المعسول أو الوعود التي لا تجد طريقها للتحقق، فإذا لاحظت أن شريكك يتعلل دائمًا بالانشغال أو يتهرب من تخصيص وقت لك، فتلك إشارة واضحة إلى عدم التزامه، إن الاكتفاء ببعض الرسائل العابرة وغياب الاهتمام بقضاء وقت حقيقي معًا يعكس أن العلاقة لا تحتل مكانة مهمة في أولوياته.
النقد المستمر
قد يُثني الشريك أحيانًا على بعض صفاتك، لكنه في الوقت ذاته يوجه لك ملاحظات لا تنتهي بخصوص مظهرك، أسلوبك، أو حتى شخصيتك، هذا التناقض الصارخ بين المديح والنقد المتواصل يعد دليلًا على علاقة مضطربة، النقد المبالغ فيه قد لا يتعلق بك أنت وحدك، بل قد يكون انعكاسًا لعدم الأمان الداخلي لدى الطرف الآخر، وفي جميع الأحوال، فإن علاقة كهذه تستنزف ثقتك بنفسك ولا تقدم لك أي دعم حقيقي.
غياب الاستماع الحقيقي
العلاقة الصحية تُبنى على التبادل والإنصات المتبادل بين الطرفين، بينما العلاقة السامة تجعلك تشعر بأن كل ما تقوله أقل أهمية ولا يستحق الاهتمام، فإذا كان شريكك لا يصغي إليك بجدية، ويحوّل كل حديث إليك إلى حديث عن نفسه، فهذا يقلل من قيمتك العاطفية ويضعف الرابط بينكما بمرور الوقت، إن الإحساس بأنك غير مسموع قد يكون من العلامات الأكثر إرهاقًا في أي علاقة.
الغيرة السامة
قد تشير الغيرة البسيطة أحيانًا إلى اهتمام الشريك، ولكن عندما تتطور لتصبح حسدًا أو تقليلًا من شأن إنجازاتك، فإنها تتحول إلى علامة خطيرة، الشريك الذي لا يحتفل بنجاحاتك بل يشعر بالتهديد منها، ويقلل من قيمتك بدلًا من تشجيعك، يعكس حالة من عدم الأمان العاطفي لديه، هذا النوع من الغيرة يدمر الثقة ويجعلك تشعر بالذنب لمجرد تحقيقك للنجاح.
رفض الاعتراف بالخطأ
جميع البشر معرضون للخطأ، لكن الإصرار الدائم على أن الطرف الآخر على صواب، حتى في أوضح المواقف الخاطئة، يشير إلى مشكلة عميقة في الشخصية، فالشخص الذي لا يعتذر أبدًا ولا يعترف بأخطائه يجعل العلاقة مرهقة وغير متوازنة، إن الاعتراف بالخطأ جزء أساسي من احترام الشريك، وغيابه يعد علامة واضحة على علاقة غير صحية.
الإساءة إلى الشريك السابق
عندما يُصر الطرف الآخر على تشويه صورة شريكه السابق بشكل مبالغ فيه، فهذا مؤشر قوي على أنه لم يتجاوز الماضي بعد، هذا السلوك يمهد الطريق لتكرار نفس النمط السلبي معك لاحقًا، كما يكشف عن ميل مستمر لديه لإلقاء اللوم على الآخرين، فالعلاقة الصحية تتطلب وعيًا ونضجًا، لا شخصًا عالقًا في ذكريات سلبية لا تنتهي.