«قصة محمد ربيع ناصر: معلم القلوب قبل العقول»

في زمنٍ تتشابه فيه الوجوه وتغيب القيم، يطلّ علينا الدكتور محمد ربيع ناصر، رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، بنموذجٍ مختلف لرجل يجمع بين العلم والرحمة، والنجاح والعطاء والإنسانية

لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، لكنه آمن بأن الإنسان يُقاس بما يقدّمه، لا بما يملكه، فاختار أن يجعل من التعليم رسالة حياة، ومن الجامعة بيتًا لكل طالب علم، ومأوى لكل محتاج

عرفه أهالي محافظة الدقهلية ومنطقة الدلتا وطلابه أبًا قبل أن يكون مسؤولًا، يفتح بابه وقلبه للجميع، ويعتبر أن كل ابتسامة شكر أو دعاء صادق هي أعظم وسام يمكن أن يحمله، فهو رجل لا يكتفي بتأسيس مؤسسات، بل يبني أجيالًا من القيم، وأرضًا من الخير، ومستقبلًا من الأمل

 

 

رسالة إنسانية قبل أن تكون مسؤولية

 

لم يتعامل الدكتور محمد ربيع ناصر مع رئاسة مجلس أمناء جامعة الدلتا وغيرها من المؤسسات التعليمية التي أسسها في محافظات مصر، كمنصب، بل كمنصة للعطاء وخدمة الناس

منذ اليوم الأول، قرر الدكتور محمد ربيع ناصر أن تكون الجامعة جزءًا من المجتمع، وليست معزولة عنه، ففتح أبوابها للمواطنين، ووجّه مواردها لخدمة القرى والمناطق الأكثر احتياجًا في دلتا مصر

 

تحوّلت كليات جامعة الدلتا من الطب البشري إلى التمريض والعلاج الطبيعي والأسنان إلى جسور رحمة تمتد إلى الفقراء والمرضى، حيث تقدم آلاف الحالات العلاجية مجانًا كل عام في مستشفيات الجامعة وعياداتها المتخصصة

ولم تتوقف رسالته عند حدود العلاج، بل امتدت إلى حملات توعية، ومبادرات إنسانية، وبرامج دعم للشباب في مجالات التعليم والتوظيف وريادة الأعمال

 

يؤمن الدكتور محمد ربيع ناصر أن مؤسسات التعليم لا تقاس بعدد الخريجين فقط، بل بعدد القلوب التي تُسهم في شفائها، والعقول التي تُنير دربها، ومن هنا صار اسمه مرتبطًا بكل مبادرة خير في الدلتا، وبكل مشروع يرد الجميل لأرضٍ أحبها، ولناسٍ آمن بأنهم يستحقون الأفضل دائمًا

حين يصبح العلم رسالة إنسانية

 

لم يتوقف عطاء الدكتور محمد ربيع ناصر عند حدود العمل الخيري والمجتمعي، بل امتد إلى ميدان العلم والبحث، حيث آمن بأن المعرفة هي أرقى أشكال الخدمة الإنسانية

ومن هذا الإيمان، أطلق جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي، لتصبح واحدة من أهم الجوائز التي تشجع الباحثين والعلماء في مختلف الجامعات المصرية والعربية على الإبداع والابتكار

 

كانت فكرته بسيطة لكنها عميقة: أن نكافئ العقل الذي يفكر من أجل وطنه، وأن نفتح الأبواب أمام الشباب ليحلموا ويبتكروا ويصنعوا الفرق

بفضل هذه الجائزة، وجد مئات الباحثين دعمًا وفرصة لعرض أفكارهم، لتتحول جهودهم إلى مشروعات واقعية تخدم المجتمع في مجالات الطب، والطاقة، والزراعة، والذكاء الاصطناعي، والتنمية المستدامة

 

يؤمن الدكتور ناصر أن بناء وطن قوي يبدأ من بناء الإنسان العالم، وأن الجامعة الحقيقية ليست تلك التي تُخرج طلابًا فقط، بل التي تُخرج قدوات قادرة على خدمة الناس وإضاءة طريق المستقبل

ولهذا، أصبحت جامعة الدلتا في عهده منارة للعلم والإنسانية معًا، حيث تزرع في طلابها أن التفوق لا يكتمل إلا حين يمتزج بالتواضع، والرحمة، والإحساس بالآخرين

 

 

صوت البسطاء

 

ربما لم يكن ترشّح الدكتور محمد ربيع ناصر لانتخابات مجلس النواب مجرد خطوة سياسية، بل امتداد طبيعي لمسيرة إنسانية عاشها بالفعل بين الناس

فهو يدخل الحياة النيابية ليس بحثًا عن منصب أو وجاهة، بل ليحمل إلى البرلمان صوت البسطاء الذين عرفوه عن قرب، ويدافع عن أحلام الشباب الذين آمن بهم ودعمهم، ويواصل ما بدأه من خدمةٍ للعلم والمجتمع والوطن

 

إن من يعرفه يدرك أن النجاح عنده لا يُقاس بعدد المقاعد أو المناصب، بل بعدد القلوب التي يترك فيها أثرًا، والبيوت التي يطرقها أملًا، والوجوه التي يزرع فيها ابتسامة

وهكذا، يظل الدكتور محمد ربيع ناصر الذي علم القلوب قبل العقول رجلًا يجمع بين العقل والقلب، بين القيادة والإنسانية، وبين الحلم والمسؤولية

وفي زمنٍ يبحث فيه الناس عن القدوة، يبقى هو شاهدًا على أن الإنسان العظيم هو الذي يجعل من موقعه رسالة، ومن رسالته طريقًا لخدمة وطنه وأهله