في ظل اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت سلطات الطب الشرعي في قطاع غزة مهمة شاقة، وهي التعرف على هوية 45 جثة فلسطينية، أفرجت عنها السلطات الإسرائيلية يوم الثلاثاء، وذلك بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تقوم السلطات الإسرائيلية بتسليم المزيد من الجثث، وإن لم يتم الإعلان بعد عن العدد الإجمالي المتوقع، وتشير وكالة أسوشيتد برس إلى أن عملية التسليم تمت عبر الصليب الأحمر، دون تقديم أي معلومات تعريفية عن أصحاب هذه الجثث.
ولم تتضح بعد هوية هؤلاء الأشخاص، وهل هم فلسطينيون فارقوا الحياة في السجون الإسرائيلية، أم جثث تم انتزاعها من غزة خلال العمليات العسكرية، ويُذكر أن الجيش الإسرائيلي قام خلال الحرب باستخراج جثث، كجزء من جهوده للبحث عن رفات المحتجزين.
ويقوم خبراء الطب الشرعي في المشرحة حاليًا بتصوير كل جثة، وتوثيق أي متعلقات أو ملابس عُثر عليها داخل كيس الجثة، وستُنشر هذه الصور على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة، بهدف تسهيل عملية التعرف على الضحايا من قبل ذويهم.
إطلاق سراح رفات المحتجزين: عملية بطيئة ومعقدة تزيد من التوتر
على صعيد آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إحدى الجثث الأربع التي سلمتها حماس الليلة الماضية ليست لجندي أسير إسرائيلي، مما يزيد من تعقيد عملية إطلاق سراح رفات المحتجزين من غزة، ووفقًا لمصدر إسرائيلي نقلته شبكة CNN، تعود الرفات إلى فلسطيني من غزة.
أما الجثث الثلاث الأخرى التي أفرجت عنها حماس الليلة الماضية، فقد تم التعرف عليها على أنها للمحتجزين أورييل باروخ، وتامير نمرودي، وإيتان ليفي، ويتوقع مصدر إسرائيلي أن تقوم حماس بتسليم المزيد من الجثث اليوم.
تحديات كبيرة تواجه عملية استعادة الرفات
لا تزال رفات 21 رهينة في غزة، وتقدر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عملية الإعادة قد تستغرق أسابيع، مما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه عملية العثور على الرفات تحت الأنقاض، وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعربت سابقًا عن خشيتها من أن حماس قد لا تتمكن من العثور على جميع الرفات، لكن وتيرة عمليات الإعادة الحالية تثير حالة من الغضب والاستياء.
وتشير مصادر إسرائيلية إلى وجود خرائط ومعلومات استخباراتية تحدد بدقة مواقع عدد من المحتجزين المتوفين، ولكن جهود الوصول إلى هذه المناطق تعرقلت بسبب عامين من القصف الإسرائيلي، الذي حول مساحات واسعة من القطاع إلى أنقاض، حيث يُعتقد أن ما يقدر بنحو 10,000 فلسطيني مدفونون أيضًا تحتها.
تعاون دولي لاستعادة الجثث.. ولكن كيف؟
من المقرر أن يتعاون جيش الاحتلال مع قوة مهام دولية، تم الاتفاق عليها في خطة وقف إطلاق النار، لاستعادة جثث أي محتجزين، ولكن لا يزال من غير الواضح كيف سيتم تنفيذ ذلك على أرض الواقع، بحسب الشبكة الإخبارية.
الضغط يشتد على حماس
وقد دفع بطء الإفراج عن الرفات السلطات الإسرائيلية إلى زيادة الضغط على حماس، وذلك من خلال الحد من عودة المساعدات إلى غزة.
وأفادت الأمم المتحدة أن إسرائيل أكدت أنه لن يُسمح بدخول سوى 300 شاحنة مساعدات فقط إلى غزة اليوم، وهو ما يمثل نصف العدد المتفق عليه، كما لن تكون هناك شحنات وقود أو غاز، إلا لتلبية احتياجات إنسانية محددة.