الشيخوخة هي عملية طبيعية تترافق مع التقدم في العمر، وفي علم الأحياء، تُعرف الشيخوخة بأنها التدهور التدريجي الذي يصيب خلايا الجسم، مما يقلل من كفاءتها مع مرور الوقت، وتظهر علامات الشيخوخة.
وفقًا لموقع “Live Science”، تتجلى علامات الشيخوخة الظاهرة في ظهور تجاعيد الجلد، والشعر الأبيض أو الرمادي، وظهور البقع الداكنة المعروفة ببقع الشيخوخة على اليدين والوجه، ومع ذلك، فإن تأثير الشيخوخة لا يقتصر على المظهر الخارجي، بل يشمل جميع أجزاء الجسم الداخلية، فتتغير وظائف الأعضاء والأنسجة، وتنخفض القدرات البدنية والعقلية مع التقدم في السن.
يشير بعض الباحثين إلى أن عملية الشيخوخة تبدأ حتى قبل الولادة، مع تشكل الخلايا الأولى للجنين داخل الرحم، وفي مرحلة الطفولة والشباب، يتم استبدال الخلايا التالفة أو الميتة بسرعة، ولكن مع التقدم في العمر، يتباطأ الجسم في إصلاح أو استبدال هذه الخلايا التالفة، وتختلف سرعة الشيخوخة وتأثيرها على الجسم والدماغ من شخص لآخر، فمع تقدم بعض الرجال في السن، قد تزداد كثافة وطول حواجبهم، وقد ينمو شعر طويل على آذانهم وأنوفهم، ويعزى ذلك إلى ارتفاع مستويات بعض الهرمونات لدى الرجال مع التقدم في العمر، مما يحفز نمو الشعر غير الطبيعي.
الحد الأقصى للعمر المتوقع
لا يزال العلماء يبحثون عن إجابة قاطعة بشأن الحد الأقصى للعمر الذي يمكن أن يعيشه الإنسان في ظل الظروف المثالية، فيرى البعض أن 150 عامًا هو الحد الأقصى، بينما يعتقد آخرون أنه يمكن أن يكون أطول.
تغيرات في الملامح مع التقدم في العمر
تؤدي بعض علامات الشيخوخة إلى تغييرات في المظهر، فالغضروف، وهو المادة المرنة التي تشكل الأذنين والأنف، يلين ويترهل مع التقدم في السن، ونتيجة لذلك، تبدو آذان وأنوف كبار السن أكبر حجمًا من آذان وأنوف الشباب، بالإضافة إلى ذلك، تنخفض كتلة العضلات والعظام لدى كبار السن، مما يقلل من قوتهم وطولهم.
تأثير الشيخوخة على الخلايا العصبية
في الدماغ المتقدم في السن، يتآكل المايلين، وهي مادة دهنية تغطي الألياف العصبية، ونتيجة لذلك، يضعف التواصل بين خلايا الدماغ التي تسمى الخلايا العصبية، مما قد يجعل من الصعب على كبار السن استرجاع الذكريات أو تكوين ذكريات جديدة.
ترهل الجلد وتجاعيده
مع التقدم في السن، يعتبر الجلد من أكثر المناطق التي تظهر عليها علامات الشيخوخة بوضوح، فتنمو التجاعيد وتتعمق، خاصة حول العينين والفم والجبهة، ويصبح الجلد أقل مرونة، ويبدأ في الترهل وتكوين التجاعيد، خاصة على الوجه والرقبة والذراعين، كما يصبح الجلد الأكبر سنًا أكثر جفافًا وأقل دهنية، ويحتفظ برطوبة أقل، وتصبح الأدمة، أو الطبقة الوسطى من الجلد، أرق، وفي الأدمة، توجد شبكة من الألياف تجعل الجلد الشاب مرنًا، ولكن مع مرور الوقت، ترتخي هذه الشبكة من الألياف، ولم يعد سطح الجلد ناعمًا كما كان في السابق، فتتشكل التجاعيد والثنيات.
عادات تُسرع ظهور علامات الشيخوخة
بالإضافة إلى التقدم في السن، يمكن لبعض العادات أن تسرع ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة الأخرى، فعلى سبيل المثال، يحتوي التلوث والسجائر الإلكترونية على سموم تجفف الجلد وتتلف الأوعية الدموية التي تنقل الأكسجين إلى خلايا الجلد، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد وعلامات شيخوخة الجلد الأخرى.
كما أن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى تكسير بروتين الكولاجين في الجلد، مما يسبب التجاعيد، خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة التي تصبح أكثر عرضة للحروق.
تدهور السمع والبصر مع التقدم في العمر
من الطبيعي أن يتغير السمع والبصر مع التقدم في السن، ويمكن للعوامل الوراثية والأمراض والعوامل البيئية أن تسرع أو تفاقم هذا التدهور، ويمكن أن يكون فقدان السمع أو البصر بشكل كبير أو مفاجئ علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة، ويجب استشارة الطبيب، وإن أكثر أنواع فقدان السمع المرتبط بالعمر شيوعًا هو ما يسمى بـ “الصمم الشيخوخي”، الذي يحدث تدريجيًا في كلتا الأذنين، وينتج الصمم الشيخوخي عن تلف الأذن الداخلية، التي تحتوي على خلايا مهمة للسمع، كما يصبح شمع الأذن أكثر لزوجة مع التقدم في السن، مما قد يسد قناة الأذن ويجعل من الصعب على الشخص السمع.
تتدهور الرؤية أيضًا مع التقدم في السن، وتنتج العين دموعًا أقل بعد سن الأربعين، بسبب التغيرات في الغدد التي تنتج الدموع، كما لا تقوم العضلات بتدوير العين بشكل كامل كما كانت تفعل في السابق، مما يقلل من الرؤية المحيطية لدى الأشخاص (الجزء من الرؤية الذي يسمح بالرؤية على الجانبين، بدلاً من الرؤية الأمامية مباشرة).
تتقلص الوسادات الدهنية التي تبطن العينين، مما يجعل العينين تغوصان في محجريهما، وتتفاعل حدقات العين، التي تتوسع أو تنقبض للتحكم في كمية الضوء الداخلة إلى العين، بشكل أبطأ، وتفقد عدسة العين، التي تركز الضوء حتى يتمكن الناس من الرؤية بوضوح، مرونتها، ويمكن أن يسبب هذا طول النظر الشيخوخي، أو صعوبة في التركيز على الأشياء القريبة، وعندما تتحلل البروتينات في عدسة العين، تصبح العدسة صفراء وقد تصبح غائمة، وهي حالة تسمى إعتام عدسة العين.
تسارع وتيرة الشيخوخة بعد سن معينة
على الرغم من أن الشيخوخة تحدث طوال حياة الإنسان، إلا أن وتيرتها تختلف، ففي أوقات معينة، يبدو أن الشيخوخة تتسارع في دفعات كبيرة.
توصلت دراسة علمية إلى أن وتيرة الشيخوخة ترتفع في فترتين، حوالي سن 44 وحوالي سن 60، ويعتقد أن هناك تغييرات تؤثر على الصحة العامة، في كلتا هاتين المرحلتين المهمتين، حيث أظهرت الجزيئات المرتبطة بأمراض القلب تغيرات كبيرة، وعندما يصل الأشخاص إلى سن الستين، يكون التحول أكثر حدة، ففي حوالي سن الستين، يبدأ الجهاز المناعي بالتدهور بسرعة ويصبح أقل فعالية في مكافحة العدوى والأمراض.
نصائح لإبطاء عملية الشيخوخة
جميع الخلايا تشيخ وتموت، ولا يمكن منع الشيخوخة تمامًا أو التراجع عنها، ولكن يمكن إبطاء بعض جوانب الشيخوخة، وبالنسبة للكثيرين، تساعد بعض خيارات نمط الحياة على تأخير أو منع بعض أنواع الأضرار والأمراض المرتبطة بالعمر.
ارتبطت التمارين الهوائية، مثل الجري والسباحة، بشيخوخة صحية، ويمكن أن تساعد ممارسة الرياضة عدة مرات أسبوعيًا على الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة على الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، وارتبط تناول كميات كافية من الأطعمة الصحية، مثل الخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون، بتحسن الصحة وزيادة طول العمر.