كشف الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد عن الأسباب التي دفعت الحكومة إلى رفع أسعار الوقود في مصر، رغم انخفاض الأسعار العالمية، موضحًا أن نظام التسعير المحلي يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية.
العوامل المؤثرة على التسعير المحلي
قال فؤاد، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”، إن التسعير المحلي يتأثر بأسعار خام برنت عالميًا، وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وتكلفة الإنتاج المحلي.
التحديات الإنتاجية
أضاف فؤاد أن العامل الثالث يمثل التحدي الأكبر، مشيرًا إلى أن إنتاج مصر من البترول انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 30 عامًا، حيث تراجعت نسبة الاكتفاء الذاتي من 80% إلى نحو 50% فقط.
الضغوط على الميزان التجاري
أوضح الخبير الاقتصادي أن مصر تستورد حاليًا وقودًا بقيمة 20 مليار دولار سنويًا، مقابل 13 مليار دولار في العام السابق، مما يخلق ضغوطًا كبيرة على الميزان التجاري.
إدارة العجز في الموازنة
وأشار فؤاد إلى أن القرار يأتي ضمن محاولات إدارة العجز في الموازنة العامة، إذ يُوجه نحو 65% من الموازنة لسداد الديون، بينما لا تكفي الحصة المتبقية لتغطية أعباء الدعم، لافتًا إلى أن الوفورات المتوقعة من زيادة أسعار الوقود قد تصل إلى 70 مليار جنيه سنويًا.
آثار زيادة الأسعار على التضخم
توقع أن ترتفع معدلات التضخم بنحو 3% نتيجة الزيادة الجديدة، محذرًا من أن التأثير الأكبر سيظهر في السلع الأساسية مثل الغذاء والمواصلات، قائلًا: “المشكلة ليست في نسبة التضخم، بل كيف تؤثر الزيادة على حياة المواطن بشكل مباشر”.
ضرورة الإصلاحات الهيكلية
اختتم فؤاد مؤكدًا أن الطبقة المتوسطة تتحمل العبء الأكبر من السياسات الاقتصادية الحالية، مشددًا على ضرورة كسر دائرة الاعتماد على رفع الأسعار كحل سريع، والتركيز على زيادة الإنتاج المحلي من البترول والغاز، وتنفيذ إصلاحات هيكلية حقيقية توسع الحيز المالي للدولة.
اقرأ أيضا:
أديب عن قرار تحريك أسعار البنزين: المواطن مش بيروح شغله راكب جمل.