غيب الموت اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 المفكر والأكاديمي اليمني البارز محمد الظاهري، حيث وافته المنية في منفاه بمدينة إسطنبول. ويعد الدكتور الظاهري واحدًا من الشخصيات العلمية والفكرية المؤثرة التي كان لها حضور قوي في الساحة اليمنية والعربية على مدى سنوات طويلة.
مسيرة أكاديمية حافلة
شغل الدكتور محمد الظاهري عددًا من المناصب الأكاديمية، من أبرزها أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء ورئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس. وتميز بمسيرته العلمية الثرية التي مزج فيها بين الفكر والممارسة الميدانية، وكان من الأصوات المؤثرة في الساحة الفكرية والسياسية.
دوره في الثورة الشبابية اليمنية
لعب الظاهري دورًا بارزًا في ثورة الشباب اليمنية 2011، حيث كان أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للثورة، وأحد المحاضرين والمفكرين الذين تركوا أثرًا واضحًا في ساحة التغيير. كان يقدم الندوات والمحاضرات لمختلف المكونات المجتمعية، وشارك في المسيرات الثورية في الصفوف الأولى.
مواقف بطولية في وجه القمع
عُرف الدكتور محمد الظاهري بشجاعته ومواقفه الصلبة ضد الفساد والاستبداد، إذ واجه الرصاص والغازات وقذائف الـ RPG خلال المسيرات، كما أصيب بطلقات قناصة من ميليشيا المخلوع علي عبدالله صالح أثناء مشاركته في إحدى الفعاليات الثورية، ونُقل إلى إسطنبول للعلاج في الأول من أكتوبر 2012.
صفات شخصية وإنسانية رفيعة
كان الدكتور محمد الظاهري رمزًا للنزاهة والشجاعة والصدق، عُرف بولائه لوطنه وإخلاصه لمبادئه، وظل صوته حرًا مدافعًا عن العقل والحرية والعدالة حتى آخر أيام حياته. وكان محل احترام وتقدير لدى زملائه وطلابه وكل من عرفه عن قرب.
إرث فكري ونضالي باقٍ
رحيل الدكتور محمد الظاهري يشكل خسارة كبيرة للمشهد الأكاديمي والفكري في اليمن والعالم العربي، إذ سيبقى إرثه الفكري والنضالي شاهدًا على مرحلة مهمة من تاريخ اليمن الحديث. ومن المتوقع أن تقام فعاليات تأبينية لتكريمه والاحتفاء بمسيرته.