«مفترق طرق تاريخي» الذهب يتراجع عن قممه القياسية تحت وطأة الدولار الصاعد ونتائج حوارات التجارة الدولية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بأكثر من 2% عند إغلاق تداولات الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن لامست مستويات قياسية غير مسبوقة تجاوزت 4300 دولار للأوقية، وجاء هذا التراجع متأثرًا بقوة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص الرسوم الجمركية على الصين، حيث أشار إلى أن فرض رسوم “شاملة” قد لا يكون مستدامًا. وقد انخفض سعر الذهب الفوري ليستقر عند 4211.48 دولار، وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4378.69 دولار في بداية الجلسة، وكان المعدن الأصفر قد تجاوز حاجز 4300 دولار للأوقية لأول مرة يوم الخميس، محققًا مكاسب أسبوعية بلغت 4.8%. وفي سياق متصل، استقرت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر على انخفاض عند 4213.30 دولار، بينما شهد مؤشر الدولار ارتفاعًا طفيفًا، مما أدى إلى زيادة تكلفة السبائك المقومة بالدولار بالنسبة للمشترين الأجانب.

المؤشر/البيانالقيمة/النسبةملاحظات
تراجع أسعار الذهب الأسبوعيأكثر من 2%عند إغلاق تداولات الأسبوع الماضي
سعر الذهب القياسي السابقيتجاوز 4300 دولار للأوقية
انخفاض سعر الذهب الفوري2.6%ليصل إلى 4211.48 دولار
أعلى مستوى للذهب على الإطلاق4378.69 دولارفي بداية الجلسة
المكاسب الأسبوعية للذهب4.8%قبل التراجع
انخفاض عقود الذهب الآجلة (ديسمبر)2.1%عند 4213.30 دولار
زيادة مؤشر الدولار0.1%
ارتفاع الذهب هذا العامأكثر من 64%مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية
خفض أسعار الفائدة الأمريكية المتوقع25 نقطة أساسفي اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي القادمة
توقعات HSBC لمتوسط سعر الذهب 20253,455 دولار للأوقية
توقعات HSBC لسعر الذهب 20265,000 دولار للأوقية
انخفاض أسعار الفضة يوم الجمعة6%أكبر انخفاض في ستة أشهر
سعر البلاتين1,607.85 دولارات
انخفاض البلاديوم7.9%
ارتفاع مؤشر داو جونز238.37 نقطة
نمو أرباح S&P 500 المتوقع (الربع الثالث)9.3%

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب

قبل جلسة التداول الأخيرة، كان الذهب يتجه نحو تسجيل أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ سبتمبر 2008، وذلك في خضم تصاعد التوترات الجيوسياسية والمخاوف المتزايدة حيال الأزمة المالية العالمية، وقد علق تاي وونغ، وهو تاجر معادن مستقل، بأن “النبرة الأكثر تصالحية للرئيس الأمريكي السابق ترامب ساهمت في تخفيف حدة تداولات المعدن الثمين”. يُعتبر الذهب، بما يتميز به من كونه ملاذًا آمنًا، قد شهد ارتفاعًا لافتًا هذا العام، مدعومًا بشكل أساسي بالاضطرابات الجيوسياسية، بالإضافة إلى عمليات شراء البنوك المركزية الكثيفة، وتزايد الاستثمارات في صناديق الذهب المتداولة.

توقعات أسعار الفائدة وأثرها على السوق

تشير التقديرات الحالية إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادمة، وهو ما يُتوقع أن ينعكس إيجابًا على أسعار الذهب، فالبنوك مثل اتش اس بي سي تتوقع استمرار زخم الارتفاع للمعدن الأصفر. وفي سياق متصل، حافظت أسواق الطلب على الذهب في آسيا على قوتها، وذلك على الرغم من تسجيل الأسعار لمستويات قياسية غير مسبوقة.

أسواق المعادن الثمينة الأخرى وتطورات الأسهم العالمية

لم يقتصر التراجع على الذهب وحده، فقد شهدت أسعار الفضة انخفاضًا حادًا يوم الجمعة، مسجلةً أكبر انخفاض لها في ستة أشهر، كما تراجع سعر البلاتين بشكل ملحوظ، وخسر البلاديوم جزءًا كبيرًا من قيمته، ويأتي هذا الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة الأخرى تزامنًا مع تهدئة المخاوف المتعلقة بجودة الائتمان الأمريكي. وفي المقابل، أغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع، حيث انحسرت المخاوف الائتمانية، وشهد مؤشر داو جونز صعودًا قويًا، ويتوقع المحللون نموًا جيدًا في أرباح الشركات المدرجة ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال الربع الثالث.

خاتمة وتحليل إضافي للسوق

مع استمرار تطورات المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، يظل المستثمرون متفائلين بشأن تحركات السوق المستقبلية، وهو ما ينعكس على توقعاتهم لأسعار الذهب واتجاهات الأسهم على حد سواء، وبينما يواصل الدولار الأمريكي تسجيل خسائر أسبوعية، فإن صعود عائدات سندات الخزانة يشير إلى احتمالية وجود زيادات مستقبلية في أسعار الفائدة.