تشهد أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد ١٩ أكتوبر ٢٠٢٥ ارتفاعات تاريخية غير مسبوقة، مسجلة مستويات قياسية في سوق الصاغة المحلي وسط اضطرابات اقتصادية عالمية ومحلية، وارتفاع شديد في طلب المستثمرين والأسر المصرية على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
يتناول هذا التقرير مستجدات سوق الذهب المصري، وتحليل العوامل المؤثرة، وانعكاس الأسعار على الشارع الاقتصادي،
تفاصيل أسعار الذهب اليوم الأحد ١٩ أكتوبر
العيار | سعر البيع (جنيه) | سعر الشراء (جنيه) |
---|---|---|
24 | 6091 | – |
21 | 5330 | 5300 |
18 | 4568 | – |
سجل الجنيه الذهب، وسط إقبال شرائي قوي، 42640 جنيها — ويزن 8 جرامات من عيار 21 — مكرسًا التوجه للادخار طويل الأجل بين المصريين.
أسعار السبائك الصغيرة ارتفعت بسرعة، فسبيكة 2.5 جرام بلغت 15200 جنيه، وسبائك 10 جرام حوالي 60800 جنيه، ما يعكس ثقة مكتنزة في الذهب كأصل استثماري.
تحليل حركة السوق وعوامل التغير
قفزت أسعار الذهب بحدة في مصر متأثرة بصعود الأوقية عالميًا إلى مستوى تجاوز 4000 دولار، وارتفاع الطلب المحلي على السبائك والحلي كملاذ تحوطي ضد اضطرابات الدولار، والتقلبات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.
شدة التذبذب المحلي نتجت عن تغيرات في الطلب الموسمي، وتصاعد المضاربة، والسيولة الفائضة لدى بعض الشرائح، بالرغم من تحديات متوسط الدخل، وارتفاع فاتورة المصنعية التي تتراوح في المتوسط بين 3 و8% من سعر الجرام.
البلاغات المتكررة من شُعب الذهب والغرف التجارية تشير إلى زيادة القوة الشرائية مع شحّ العروض بين الموردين الرئيسيين في الأسواق الكبرى بالقاهرة والإسكندرية.
انعكاسات الأسعار على الأسر والاقتصاد
الارتفاعات القوية دفعت كثيرًا من الأسر لتسريع قرارات الشراء للزواج أو الادخار تحسبًا لاستمرار موجة الصعود، كما أن حركة البيع شبه متوقفة أملاً في تحقيق مكاسب إضافية، ما يثقل كاهل المقبلين على المناسبات الاجتماعية، ويدفع متوسط أسعار الشبكة إلى مستويات غير مسبوقة.
يحذر الخبراء من اندفاع المواطنين نحو الذهب بغرض المضاربة، فتتجدد دوامة المضاربات، وتُعمق الفجوة بين السعر الرسمي والسعر النهائي لدى المستهلك.
في سياق الموازنة العامة، فإن استمرار ارتفاع أسعار الذهب ينعكس على أنشطة البنوك وشركات الاستثمار، ويشعل المنافسة بين أدوات التحوط من فقدان القوة الشرائية للجنيه المصري، لا سيما في ظل الغموض المحيط بمستقبل أسعار الفائدة عالميًا.
النظرة المستقبلية وتوقعات المحللين
يتوقع استمرار حالة الارتفاع بسبب قرارات مركزية عالمية مؤثرة — خصوصًا رسوم ترامب الجديدة التي فُرضت على واردات الذهب من سويسرا، وتضخم الكلفة للمستوردين الأمريكيين وما يسببه من ضغوط على الأسعار حول العالم، مع بقاء الذهب في صدارة الأصول الاستثمارية الآمنة في البيئة الاقتصادية الراهنة.
كما تُرجح زيادة أكبر إذا استمرت البنوك المركزية وصناديق الاستثمار الدولية في زيادة عمليات الشراء، خصوصًا إذا تفاقمت التوترات التجارية أو حدثت تطورات مفاجئة في الأسواق العالمية.
تظل الأسواق المصرية تترقب بقلق وحذر انعكاسات موجة الصعود الراهنة: فكل ارتفاع جديد في أسعار الذهب يضاعف الضغوط على ميزانيات الأسر، ويوقد المخاوف من عودة موجات التضخم، في الوقت الذي يتحول فيه الذهب من زينة إلى حصون أمان مالي تجمع بين جيلين وأكثر.