«فوضى أسعار الذهب في اليمن» انفجار الأسعار يتجاوز 500 ريال سعودي للجرام الواحد!

في تطور مفاجئ هز الأسواق اليمنية، انفجرت أسعار الذهب لتسجل مستويات قياسية تاريخية وصلت إلى 513.85 ريال سعودي للجرام الواحد من عيار 24، في قفزة صادمة تعادل راتب عامل بسيط لخمسة أيام كاملة، هذا الارتفاع الجنوني، الذي ضرب السوق خلال ساعات قليلة فقط، ترك آلاف العائلات اليمنية في حالة ذهول، خاصة تلك التي تستعد لحفلات الزفاف وتأمين المهور الذهبية التقليدية.

أسعار الذهب ترتفع بشكل غير مسبوق:

في قلب صنعاء القديمة، يقف أبو يوسف، الصائغ الذي يمتلك محلاً للمجوهرات منذ 30 عاماً، وهو يهز رأسه بدهشة، “لم أر مثل هذه الأسعار في حياتي كلها، الذهب اليوم أغلى من وزنه بالعسل الجبلي الأصلي.” فيما سجل عيار 21 سعر 449.62 ريال سعودي، ووصلت الأونصة الواحدة إلى 15,982 ريال سعودي، وهو مبلغ يكفي لشراء سيارة مستعملة في بعض المحافظات، تحولت محلات الصاغة إلى مسارح لدرامات حقيقية بين البائعين المبتهجين والمشترين المصدومين.

تأثير العوامل الاقتصادية:

يأتي هذا الارتفاع الصاروخي كنتيجة مباشرة لتحركات الأسواق العالمية للذهب وتقلبات الدولار الأمريكي، في مشهد يذكرنا بأزمة 2008 المالية العالمية عندما لجأ المستثمرون للذهب كملاذ آمن، د. علي السقاف، المحلل الاقتصادي المتخصص في أسواق المعادن النفيسة، يؤكد أن “السياسات النقدية للبنوك المركزية العالمية والمخاوف من التضخم تدفع بقوة نحو الاستثمار في المعادن النفيسة.” ويتوقع السقاف استمرار هذا الاتجاه الصاعد، محذراً من إمكانية وصول الأسعار إلى 600 ريال للجرام بحلول نهاية العام.

تأثير الأزمة على العائلات:

على الجانب الآخر من المعادلة، تجلس فاطمة أحمد، العروس ذات الـ24 عاماً، وهي تحدق في حاسبة هاتفها بعيون دامعة، “كنت أحلم بطقم ذهبي بسيط لزفافي، لكن اليوم اكتشفت أنني أحتاج لمبلغ يفوق مدخرات سنتين كاملتين.” قصة فاطمة تتكرر في آلاف البيوت اليمنية، حيث اضطرت عشرات العائلات لتأجيل حفلات الزفاف أو إعادة النظر جذرياً في تقاليد المهور الذهبية، بينما يبتسم محمد الصالحي، المستثمر الذي اشترى الذهب منذ 2020، وهو يحسب أرباحه التي تجاوزت 200%، “الذهب علمني أن الصبر مفتاح الثروة.”

التوجهات المستقبلية:

مع تفاقم هذه الأزمة التي تعيد تشكيل خريطة الاستثمار والاستهلاك في اليمن، يتوقع الخبراء مزيداً من التقلبات خلال الأشهر المقبلة، النصيحة الذهبية اليوم تتلخص في ضرورة التخطيط المالي الذكي وتنويع مصادر الاستثمار، وعدم الانجراف وراء موجة المضاربة العمياء، السؤال الحارق الذي يطرح نفسه الآن: هل سنشهد عودة الذهب لمستويات معقولة تناسب الجيب اليمني، أم أن هذا الوضع الجديد سيفرض علينا إعادة كتابة قواعد اللعبة الاقتصادية برمتها؟