ووجد العلماء أن هذا التقليل البسيط في وقت الجلوس يحسن كفاءة الجسم في حرق الدهون والكربوهيدرات للحصول على الطاقة.
وتعد هذه النتائج مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعيشون أنماط حياة خاملة، والذين يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض مثل القلب والسكري.
كما أظهرت أبحاث سابقة أن الروتين الخامل، خاصة عندما يقترن بعادات غذائية سيئة، يمكن أن يؤدي إلى استهلاك طاقة أكثر مما يستخدمه الجسم، ما يزيد من خطر المشاكل الصحية المزمنة.
ويشير الخبراء الطبيون إلى أن العادات اليومية تلعب دورا حاسما في قدرة الجسم على تكييف استخدام الطاقة، والتبديل بين أيض الدهون والكربوهيدرات حسب الحالة، وهي عملية تعرف باسم “المرونة الأيضية”.
وتوضح الدكتورة تارو غارثويت، مؤلفة الدراسة من جامعة توركو في فنلندا: “الجسم السليم يحرق المزيد من الدهون في حالة الراحة، لكن بعد الوجبات وأثناء التمارين عالية الكثافة، يتحول مصدر الطاقة الرئيسي إلى الكربوهيدرات.و إذا كانت المرونة الأيضية معيبة، فإن مستويات السكر والدهون في الدم يمكن أن ترتفع، وبدلا من استخدامها لإنتاج الطاقة، قد يتم توجيه الدهون والسكريات الزائدة إلى التخزين”.
وشملت الدراسة 64 بالغا غير نشيط بدنيا، وكانوا يواجهون عدة عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكري. وبدلا من بدء برنامج تمارين منظم، تم تشجيع المشاركين في مجموعة التدخل على تقليل وقت جلوسهم اليومي بساعة واحدة من خلال دمج المزيد من الوقوف والحركة الخفيفة في حياتهم اليومية.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين نجحوا في تقليل وقت جلوسهم بمقدار 30 دقيقة على الأقل أظهروا مرونة أيضية أفضل وتحسنا في أكسدة الدهون أثناء التمارين الخفيفة، مقارنة بأولئك الذين ظلوا غير نشطين في الغالب.
وتختتم الدكتورة غارثويت: “يمكن تحقيق فوائد أكبر باتباع التوصية الخاصة بالنشاط البدني المتمثلة في ممارسة نشاط معتدل الشدة لمدة 2.5 ساعة أسبوعيا، لكن حتى الزيادة الصغيرة في النشاط البدني مفيدة، خاصة لأولئك الذين لا يمارسون نشاطا بدنيا”.
المصدر: ميرور
تقليل وقت الجلوس: مفتاح لتحسين حرق الدهون ومرونة الأيض
أظهرت دراسة حديثة أن تقليل وقت الجلوس ولو بشكل طفيف يمكن أن يعزز قدرة الجسم على حرق الدهون والكربوهيدرات بكفاءة أكبر، مما يوفر الطاقة الضرورية، وتعتبر هذه النتائج ذات أهمية خاصة للأفراد الذين يعتمدون نمط حياة خامل، حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسكري.
تأثير الخمول على الصحة الأيضية
تشير الأبحاث السابقة إلى أن الخمول البدني، خاصة عندما يصاحبه نظام غذائي غير صحي، يؤدي إلى اختلال في توازن الطاقة، حيث يستهلك الجسم سعرات حرارية أكثر مما يحرق، وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، ويؤكد الأطباء على أهمية العادات اليومية في تنظيم قدرة الجسم على استخدام الطاقة بفاعلية، والتحول بين حرق الدهون والكربوهيدرات حسب الحاجة، وهي عملية أساسية تعرف بـ “المرونة الأيضية”.
المرونة الأيضية: محرك أساسي للصحة
توضح الدكتورة غارثويت أن الجسم السليم يتميز بقدرته على حرق الدهون في حالة الراحة، بينما يعتمد على الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة بعد تناول الوجبات وأثناء التمارين الشاقة، وعندما تضعف المرونة الأيضية، يمكن أن ترتفع مستويات السكر والدهون في الدم بشكل غير طبيعي، وبدلا من استخدامها لإنتاج الطاقة، قد يتم تخزين الدهون والسكريات الزائدة في الجسم، مما يزيد من خطر المشاكل الصحية.
تفاصيل الدراسة وآثارها
الدراسة شملت 64 شخصا بالغا يعانون من قلة النشاط البدني ولديهم عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكري، وبدلا من اتباع برنامج رياضي مكثف، تم تشجيع المشاركين على تقليل وقت الجلوس اليومي بمقدار ساعة واحدة، وذلك عن طريق زيادة فترات الوقوف والحركة الخفيفة خلال اليوم، وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين نجحوا في تقليل وقت جلوسهم لمدة 30 دقيقة على الأقل شهدوا تحسنا ملحوظا في المرونة الأيضية وزيادة في أكسدة الدهون أثناء ممارسة التمارين الخفيفة، مقارنة بأولئك الذين استمروا في نمط حياتهم الخامل.
توصيات الخبراء وأهمية الحركة
تختتم الدكتورة غارثويت حديثها بالتأكيد على أن الالتزام بالتوصيات الخاصة بالنشاط البدني، والتي تتضمن ممارسة تمارين معتدلة الشدة لمدة 2.5 ساعة أسبوعيا، يمكن أن يحقق فوائد صحية أكبر، ومع ذلك، حتى الزيادات الطفيفة في النشاط البدني يمكن أن تكون مفيدة للغاية، خاصة للأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام، فكل خطوة تحدث فرقا.