تتحرك قطع الحديد القديمة كما لو كانت تحت تأثير سحر خفي، صامولة تدور على محورها، وترس يرقص في الفضاء، مع مكبس ثقيل يتمايل بخفة الفراشة، وفي قلب هذا التناغم يقف سلامة البسيونى، الرجل الذي أعطى الخردة القدرة على الرقص بلا خيوط، وأن تحافظ على توازنها دون استخدام أي مسمار.
التوازن هو السر
قال سلامة بابتسامة هادئة وهو يراقب دوران إحدى القطع: “لكل شيء وزنه ومكانه، لكن السرّ يكمن في التوازن، إذا اختلّ جزء ما، فإن الكل سيقع.”
بدايات سلامة البسيونى
بدأت قصة سلامة البسيونى في ورشة حدادة صغيرة بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، حيث اكتشف أنه يمتلك شيئًا أكبر من مجرد حرفة، كان يرى في كل قطعة خردة فرصة جديدة، يلتقطها من ورش الميكانيكا، ليحوّلها إلى تحف متوازنة تتحرك من تلقاء نفسها دون أي تثبيت.
فن التوازن
تدور كل قطعة من أعماله حول محورها بثبات وثيق، تميل ثم تعود، تتأرجح دون أن تسقط، وكأن بين أجزائها اتفاق خفي لا تراه العين، لا مسمار واحد يجمعها، ولا نقطة لحام تُسندها، فقط ميزان دقيق يعرفه هو وحده، يجعل الحديد ينساب كأنه كائن حي.
تحول الشغف إلى مهنة
أكد أنه بدأ بتجربة تركيب القطع بدافع الفضول في ورشة الحدادة، حيث كان يجرب أفكاره دون هدف محدد، قبل أن تتحول تلك التجربة إلى شغف ومهنة قبل خمس سنوات، ومع مرور الوقت، أتقن فن التوازن، فبدأ يصنع قطعًا فريدة يبيعها داخل مصر وخارجها، مستلهمًا أفكاره من الخردة ذاتها.
من الخردة للأنتيكات
سلامة البسيونى يحوّل بقايا الحديد إلى تحف فنية، حيث يُظهر إبداعًا في تحويل الخردة إلى قطع فريدة تعكس فنه ورؤيته، ويتجلى شغفه في كل عمل يقدمه.