استقرت أسعار الذهب خلال التداولات الآسيوية اليوم الأربعاء، بعد أن شهدت موجة بيع حادة في وقت سابق من الجلسة، نتيجة تراجع المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التوقعات بإمكانية إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
أسعار الذهب تتماسك
حافظت أسعار الذهب على مستوياتها، لتسجل 1,930 دولارًا للأونصة، بعد تراجعها بما يقارب 2.5% في الجلسات السابقة، وأوضح المحللون الماليون أن هذا الاستقرار نتاج انخفاض الضغوط على المعادن الثمينة جراء تهدئة التوترات التجارية، مما أعاد بعض المستثمرين إلى السوق، ومعززًا الطلب على الذهب كأصل آمن في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
تصحيح فني في السوق
قال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس”: “إن موجة البيع الأخيرة في الذهب كانت أشبه بتصحيح فني بعد ارتفاعات قوية سابقة، أما الاستقرار الحالي فيعكس رغبة المستثمرين في تقييم التطورات التجارية قبل اتخاذ أي قرارات جديدة.”
إعادة تقييم الاستثمارات
أضاف المحللون أن تراجع التوترات التجارية ساهم جزئيًا في إزالة الضغط على الأسواق المالية، مما دفع بعض المستثمرين لإعادة النظر في حصصهم بالمعادن الثمينة، حيث شهدت أسواق الأسهم في آسيا ارتفاعات طفيفة، واستقر الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، وهو ما يحد بشكل عام من مكاسب الذهب.
التفاؤل بشأن المحادثات التجارية
أشار التقرير إلى أن استمرار التقدم في المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين يمكن أن يخفف الضغوط على الاقتصاد العالمي، ويقلل من الطلب المتقلب على الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة، مع توقعات بأن يستمر المعدن النفيس في التداول ضمن نطاق محدود خلال الأيام المقبلة، ما لم تطرأ مستجدات جديدة تتعلق بالملف التجاري أو الأسواق المالية العالمية.
الدعم الاستثماري للذهب
على الرغم من ذلك، يبقى الذهب مدعومًا بالطلب الاستثماري، حيث يلجأ المستثمرون إليه كملاذ آمن لمواجهة تقلبات أسواق الأسهم وأسعار الفائدة، بالإضافة إلى استمرار الضغوط التضخمية في الاقتصاد العالمي، مما يجعل الذهب أداة للتحوط من التضخم على المدى الطويل.
متابعة التطورات الاقتصادية
في ظل هذه المعطيات، يركز المستثمرون على متابعة التطورات الاقتصادية الأمريكية والصينية، بالإضافة إلى بيانات التضخم وقرارات البنوك المركزية، التي ستحدد بشكل أكبر اتجاه أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.
حذر في الأسواق العالمية
تعكس الأسواق العالمية حالة من الحذر، حيث يميل المتعاملون إلى الموازنة بين العوامل الاقتصادية الأساسية والمخاطر الجيوسياسية، مما يجعل الذهب محور اهتمام المتداولين الباحثين عن الأمان وسط بيئة استثمارية متقلبة.
