
الذكاء الاصطناعي يغزو حياتنا اليومية ويبدو أن قادة الشركات الكبرى يرحبون به، هذه التكنولوجيا غيرت بالفعل ملامح قطاعات حيوية كالتعليم والرعاية الصحية والترفيه في السوق العالمية، إنها بالفعل ثورة رقمية شاملة،
وتشير تقديرات “بي دبليو سي” إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضخ حوالي 15,7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، لهذا السبب تحديدًا، يرى العديد من الرؤساء التنفيذيين أن تعزيز الإنتاجية هو أهم فائدة يمكن جنيها من استخدام الذكاء الاصطناعي،
لكن استخدامات الذكاء الاصطناعي تتجاوز مجرد تحسين الإنتاجية لدى عمالقة التكنولوجيا، بل تمتد لتشمل جوانب حياتهم الشخصية، من جين-سون هوانغ إلى تيم كوك، إليكم نظرة على كيف يدمج بعض هؤلاء القادة الذكاء الاصطناعي في روتينهم اليومي،
جين-سون هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”
جين-سون هوانغ هو أحد أبرز الأسماء في عالم التكنولوجيا المعاصر، شركته “إنفيديا”، ومقرها كاليفورنيا، تعتبر من بين الأغلى في العالم، حيث تصل قيمتها السوقية إلى 3,92 تريليون دولار، ويرتكز عمل الشركة بشكل أساسي على تصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي،
مصدر الصورة
خلال مؤتمر معهد ميلكن العالمي في مايو 2024، صرح هوانغ بأنه يستعين ببرامج الذكاء الاصطناعي لتعلم مفاهيم جديدة، موضحًا: “أستخدم الذكاء الاصطناعي كمدرس خاص كل يوم، أطلب منه شرح المفاهيم الجديدة ببساطة كما لو كنت طفلًا في الثانية عشرة من عمري، ثم أطلب منه التعمق تدريجيًا حتى يصل إلى مستوى الدكتوراه”،
ويؤمن هوانغ بأن قدرة الذكاء الاصطناعي على جمع وتحليل وتقديم المعلومات بسرعة فائقة يمكن أن تسد الفجوة في المهارات التقنية، وأضاف في المؤتمر: “ربما قلة قليلة في هذه القاعة تعرف كيف تبرمج بلغة ++C، لكن في المقابل، أغلبكم قادر على البرمجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والسبب هو أن الذكاء الاصطناعي يفهم أي لغة تختارونها”،
وفي مقابلة مع موقع “وايرد” في 2024، كشف هوانغ عن استخدامه اليومي لأدوات مثل “شات جي بي تي” و “بيربلكستي” في أبحاثه، وقال: “أحيانًا، أرغب في استكشاف موضوع معين مثل اكتشاف الأدوية بمساعدة الحاسوب، فأبدأ بتكوين فهم عام، ثم أطرح أسئلة أكثر دقة، وهذا ما يعجبني في نماذج اللغة الكبيرة”،
ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت
مايكروسوفت تعتبر من كبار المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت مساعدها الذكي “كوبايلوت” في 2023، وأقامت شراكة بقيمة 13 مليار دولار مع “أوبن إيه آي” في 2024، بالإضافة إلى إنشاء فرق متخصصة لتطوير هذه التكنولوجيا،
وقد تحدث ساتيا ناديلا، الذي يقود مايكروسوفت منذ 2014، عن تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على طريقة عملنا وتعاملنا مع المهام الذهنية، وبحسب تقرير نشرته “بلومبيرغ” في مايو الماضي، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياة ناديلا، سواء في العمل أو خارجه،
مصدر الصورة
في مقابلة نُشرت في مايو الماضي، ذكر ناديلا أنه يستمتع بالبودكاست حتى لو لم يستمع إليها بالكامل، فهو يقوم بتحميل النصوص الخاصة بها إلى تطبيق “كوبايلوت” لمناقشة المحتوى مع مساعد صوتي أثناء تنقلاته، وعند وصوله إلى مقر مايكروسوفت في واشنطن، يستخدم “كوبايلوت” لتلخيص رسائل “آوتلوك” و “تيمز”، كما يعتمد على ما لا يقل عن 10 وكلاء ذكاء اصطناعي مخصصين من “كوبايلوت أستوديو” لمساعدته في التحضير للاجتماعات والبحث،
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”
سام ألتمان برز كواحد من أهم الشخصيات في وادي السيليكون بفضل “شات جي بي تي”، نموذج الذكاء الاصطناعي الذي حقق شهرة واسعة، فمنذ إطلاق النسخة التجريبية من هذا الروبوت في عام 2022، انتشر استخدامه بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بدأ المستخدمون في طرح أسئلتهم حول كل شيء في الحياة،
ومنذ ذلك الحين، واصلت الشركة تطوير نماذج “جي بي تي” المتقدمة ووسعت نطاق انتشارها عالميًا، رغم المنافسة الشديدة من شركات التكنولوجيا الصينية مثل “ديب سيك”،
مصدر الصورة
أفاد ألتمان بأنه يستخدم الذكاء الاصطناعي في حياته اليومية لتسهيل إنجاز المهام، وخلال استضافته في بودكاست “ريثينكينغ” مع آدم غرانت، أوضح: “بصراحة، أستخدم الذكاء الاصطناعي بطرق بسيطة جدًا، أستعين به للمساعدة في معالجة رسائل البريد الإلكتروني أو لتلخيص الوثائق والتقارير”،
وفي سياق آخر، ذكر ألتمان أن الذكاء الاصطناعي قدم له يد العون في تجربته كأب جديد، وفي مقابلة ضمن بودكاست نُشرت الشهر الماضي، كشف ألتمان عن أنه بدأ يستخدم “شات جي بي تي” بشكل مكثف بعد ولادة طفله الأول في فبراير الماضي،
وأضاف مبتسمًا: “من الواضح أن الناس كانوا يربون الأطفال منذ زمن طويل بدون شات جي بي تي، لكن لا أعرف كيف كنت سأتمكن من ذلك بدونه”، وأشار إلى أنه يعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي للبحث عن معلومات حول مراحل تطور الأطفال،
تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل
تحت قيادة تيم كوك، الرئيس التنفيذي، دخلت آبل عالم الذكاء الاصطناعي بقوة، حيث أعلن عن ميزة “آبل إنتلجنس” خلال مؤتمر الشركة العالمي للمطورين في 2024، وكشف أيضًا عن مجموعة من الميزات الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ميزة “إيمج بلايغراوند” والقدرة على إزالة العناصر غير المرغوب فيها من خلفيات الصور،
مصدر الصورة
في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” في العام نفسه، تحدث كوك عن تجربته الشخصية مع هذه التقنية، قائلاً إن “آبل إنتلجنس” تساعده على تلخيص رسائل البريد الإلكتروني الطويلة، مما يوفر له وقتًا ثمينًا على مدار اليوم، وأضاف: “توفير الوقت هنا وهناك يحدث فرقًا كبيرًا في نهاية اليوم أو الأسبوع أو الشهر، لقد غيرت هذه التقنية حياتي بالفعل”،
وفي عام 2023، وخلال ظهوره في برنامج “غود مورنينغ أميركا”، أعرب كوك عن تفاؤله بمستقبل الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن “هناك تطبيقات رائعة حقًا لهذه التقنية، ونحن نراقبها عن كثب”،
جيريمي واكسمان الرئيس التنفيذي لشركة “زيلو”
شركات التكنولوجيا العقارية مثل “زيلو” بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم، ففي عام 2023، أعلنت الشركة عن إطلاق ميزة البحث باللغة الطبيعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية تصفح الموقع على المستخدمين،
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، صرح واكسمان بأنه يقضي الكثير من الوقت في مراجعة الاجتماعات التي فاتته وقراءة الوثائق المعدة، فبدلًا من مشاهدة مقاطع الفيديو بسرعة مضاعفة أو الاستماع إلى تسجيلات صوتية طويلة، يطلب من “شات جي بي تي” أن يتصرف وكأنه هو في منصبه “كرئيس تنفيذي”، ثم يزوده بجميع المعلومات والبيانات من الاجتماعات أو الوثائق، ويطلب منه تلخيصها بطريقة تلائم احتياجاته في العمل،
وأشار واكسمان إلى أنه يشجع موظفي “زيلو” على استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي داخل الشركة، وقال: “لقد قمنا بتنظيم فعاليات نسميها أيام الذكاء الاصطناعي بهدف عرض المشاريع التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، كما بدأنا بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في اجتماعاتنا الهامة، مثل اجتماعات مراجعة المنتجات”،