قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تجاهل الدول الغربية لمبدأ الحياد يمثل انتهاكًا صارخًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن المنظمة العالمية، التي تأسست قبل ثمانين عامًا في سياق جيوسياسي مختلف تمامًا، لم تعد تعكس بالكامل ميزان القوى الدولي الراهن، مما يستدعي ضرورة الإصلاح العاجل والشامل.
دعوة لإصلاح هيكل الأمانة العامة
في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، أكد لافروف على أهمية الحفاظ على التركيز عند النظر في تحديث المنظمة على وضع الموظفين داخل الأمانة العامة، حيث يشهد تمثيلًا مفرطًا لدول “الغرب الجماعي”، مشيرًا إلى أن هؤلاء الموظفين غالبًا ما يتجاهلون مبدأ الحياد، ويستغلون الموارد الإدارية لدعم أجنداتهم الوطنية بقوة، وهو ما يتنافى مع المادة 100 من الميثاق التي تلزم الجميع بالتصرف بموضوعية وحياد أثناء العمل في أمانة الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة عدم مرور هذا الأمر دون اهتمام، معربًا عن أمله في أن يولي الأمين العام الجديد، الذي سيتم انتخابه في عام 2026، اهتمامًا أكبر بكثير لهذه المشكلة.
تعزيز دور الجنوب والشرق العالميين
أضاف لافروف أن روسيا تدعم بقوة النهج الرامي إلى زيادة دور ووزن دول الجنوب والشرق العالميين في جميع أجهزة الأمم المتحدة، بما في ذلك أهمها وأكثرها تأثيرًا، وهو مجلس الأمن.
آمال في تحول جيوسياسي
وفي سياق متصل، لاحظ رئيس الدبلوماسية الروسية أن إعادة الهيكلة المستمرة للاقتصاد والسياسة العالميين نحو التعددية القطبية، إلى جانب تعزيز تأثير الأغلبية العالمية، والنمو المتزايد في عدد الدول التي تدرك قيمة السيادة الوطنية وضرورة حمايتها من التعديات الاستعمارية الجديدة، كلها عوامل توفر أملًا ملموسًا في تحسن تدريجي للوضع الدولي الراهن.
جاهزية روسيا للتعاون البناء
واختتم لافروف حديثه بالتأكيد على أن روسيا، في مواجهة التحديات التي تفرضها المرحلة التاريخية الجديدة، مستعدة للعمل المشترك والشريف من أجل الكشف عن الإمكانات البناءة للأمم المتحدة، شريطة أن يتم ذلك على أساس التزام جميع الدول بحسن نية بالمبادئ التي أرساها الآباء المؤسسون للميثاق، في مجملها وترابطها.
