إذا واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، يمكنك الضغط على رابط المصدر لمشاهدته على الموقع الرسمي.
طرحت شركة “أوبن إيه آي” متصفح “شات جي بي تي أطلس” (ChatGPT Atlas)، الذي يأتي مزودًا بالذكاء الاصطناعي، ليكون جزءًا من منافسة الشركات التي أصدرت متصفحات جديدة مؤخرًا، وقد تم إتاحة تحميل المتصفح عالميًا على أنظمة “ماك أو إس” التابعة لأجهزة “آبل” منذ الإعلان عنه، مع وعد بإطلاقه على أنظمة تشغيل أخرى مثل “أندرويد” و”آي أو إس” في المستقبل القريب.
وأوضح سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، في حديثه مع موقع “ذا فيرج” التقني، أن المتصفح يمثّل رؤية الشركة لمستقبل الإنترنت، وأكد أن بعض الميزات، وخاصة وضع عملاء الذكاء الاصطناعي، ستكون متاحة حصريًا لمشتركي “شات جي بي تي”، فما الذي يقدمه المتصفح في ساحة مليئة بالخيارات؟
نسخة محسنة من “كروم”
شهد البث المباشر للإعلان عن المتصفح الجديد حضور عدد من كبار موظفي “أوبن إيه آي”، من بينهم بن جودجر، الذي ساهم مؤخرًا في تحسين “غوغل كروم” و”فايرفوكس”، وريان أوروك، المتخصص في تطوير واجهات المستخدم، وجاستن راشينج، الذي عمل سابقًا في “آبل”، وبالتالي يسجل هذا التجمع بداية تطوير نواة قوية لمنافسة المتصفحات الكبيرة، ولا سيما “غوغل كروم”، الذي يمتلك حصة كبيرة من السوق.
بينما المتصفح لا يزال في مراحله الأولية، من المبكر إصدار حكم قاطع عليه، إلا أن العرض الذي قدمته الشركة يكشف عن إمكانياته واحتمالية تفوقه على المنافسين الآخرين، وقد وصفه ألتمان خلال البث بأنه “متصفح رائع، سريع، وسهل الاستخدام”.
المتصفح مبني على نواة “كروميوم”، التي تستخدمها معظم المتصفحات حاليًا وتطورها “غوغل”، مما يوفر له دعمًا واسعًا من مكتبة “كروم” للإضافات.
ما الفرق بينه وبين “كروم”؟
يمكن تبسيط الفرق بين المتصفحين، حيث يتمثل في دمج “شات جي بي تي” داخل المتصفح بشكل ملحوظ، ويتيح المتصفح الدخول المباشر إلى نموذج الذكاء الاصطناعي ومزاياه المختلفة، بما يشمل وضع عملاء الذكاء الاصطناعي، دون الحاجة لتثبيت أو تحميل أي إضافات جديدة.
تظهر الفروق بشكل أكبر من خلال محرك البحث الذي يعتمد على “شات جي بي تي” في أساسه، حيث يظهر النموذج فور دخولك المتصفح، وعند إجراء أي بحث، يقوم المتصفح بإحالتك مباشرة إلى النسخة المدمجة التي تلخص النتائج الأولى من “غوغل” وتقدم لك المعلومات بوضوح وسلاسة.
هذا النظام يعمل عن طريق تقسيم الشاشة إلى قسمين، حيث يضم الأول محرك “غوغل” أو محرك البحث الخاص بك، والثاني يحتوي على “شات جي بي تي”، الذي يعرض الإجابات والملخصات المتعلقة ببحثك.
يمكنك إجراء محادثة مع “شات جي بي تي” للقيام بمهام معينة بدلاً منك، مثل الانتقال إلى صفحة حجز الفنادق وإجراء الحجز، وكذلك تذاكر الطيران.
علاوة على ذلك، يمكنك استخدام ميزات النموذج مباشرة داخل المتصفح، دون الحاجة لتوصيله بموقع أو أداة خارجية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى تعديل نص، يكفي تظليل النص ليظهر لك خيار التعديل باستخدام “شات جي بي تي”.
هذا ينطبق على جميع ميزات “شات جي بي تي” القياسية، بدءًا من تلخيص المستندات والمواقع إلى البحث عن المعلومات المحددة ضمن المواقع.
هل يختلف عن متصفحات الذكاء الاصطناعي الأخرى؟
الاختلاف الرئيسي بين “أطلس” وبقية متصفحات الذكاء الاصطناعي هو ارتباطه المتين بـ “شات جي بي تي”، ومع ذلك، آلية عمله لا تختلف كثيرًا عن “كوميت”، الذي يعتمد على نموذج “بيربليكستي” (perplexity).
يفتقر المتصفح إلى بعض الميزات الإضافية الموجودة في متصفحات أخرى، مثل “بريف”، التي توفر مزايا مثالية مثل منع الإعلانات ونظام التخفي عبر شبكة “في بي إن” (VPN).
لماذا طرحت “أوبن إيه آي” هذا المتصفح؟
أصدرت “أوبن إيه آي” متصفح “أطلس” كخطوة تساهم في تعزيز وجود الشركة في حياة مستخدمي الإنترنت، مما يمثل تحديًا للهيمنة التقليدية لـ “غوغل” والإنترنت التقليدي، وذلك لأن الشركة تستطيع من خلال هذا المتصفح اختبار محرك البحث الخاص بها ونماذج الذكاء الاصطناعي، وجمع البيانات مباشرة من المستخدمين. كما أن “شات جي بي تي” لديها قاعدة كبيرة من العملاء، ومن خلال هذا المتصفح يمكن لـ “أوبن إيه آي” الوصول إليهم بسهولة، دون الحاجة إلى وسائط خارجية مثل “غوغل” أو مواقع الإنترنت أو التطبيقات المختلفة.
