أعلنت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية (CMA)، يوم الأربعاء، عن منح شركتي “أبل” و”غوغل” صفة “الوضع السوقي الاستراتيجي” ضمن منظومتيهما للهواتف المحمولة، مما يتيح إمكانية فرض تشريعات وتنظيمات أكثر صرامة في السوق البريطانية.
تفاصيل القرار وأهدافه
وأوضحت الهيئة أن القرار يشمل أنظمة التشغيل ومتاجر التطبيقات ومتصفحات الويب ومحركاتها، مضيفةً أن الخطوة تهدف إلى تعزيز المنافسة والحد من السيطرة المفرطة التي تمارسها الشركتان على بيئة الهواتف الذكية، وفقاً لتقرير نشره موقع “تك كرانش” واطلعت عليه “العربية Business”.
نتائج التحقيقات
وأشارت الهيئة إلى أنها توصلت إلى القرار بعد تحقيقات بدأت في يناير الماضي، وشملت مشاورات مع أكثر من 150 جهة معنية، بما في ذلك ممثلون عن “أبل” و”غوغل”.
القوة السوقية والتبعات
وخلصت الهيئة إلى أن الشركتين تمتلكان قوة سوقية كبيرة ومترسخة، تمنحهما نفوذاً استراتيجياً دائماً في أنظمتهما البيئية، وأظهرت النتائج أن مستخدمي الهواتف في المملكة المتحدة نادراً ما ينتقلون بين النظامين بعد تبنيهم أحدهما، كما أن الشركات مجبرة على نشر تطبيقاتها عبر متاجر “أبل” أو “غوغل” للوصول إلى المستهلكين.
معنى التصنيف وتحذيرات من الشركات الكبرى
وأوضحت الهيئة أن منح هذا التصنيف لا يعني وجود مخالفة قانونية مباشرة، لكنه يتيح للجهات التنظيمية فرض تدخلات مستهدفة لضمان المنافسة العادلة وفتح السوق أمام الابتكار، بينما حذر متحدث باسم “أبل” من أن هذا القرار قد يؤدي إلى تأخير وصول التحديثات والميزات الجديدة إلى المستخدمين البريطانيين، في حين قالت “غوغل” إنها لا ترى مبرراً كافياً لتصنيفها بهذه الصفة.
السياق القانوني والتوجهات المستقبلية
ويأتي القرار في وقت تسعى فيه بريطانيا إلى تطبيق قوانين أكثر تشدداً ضد الاحتكار الرقمي، على غرار تشريعات الاتحاد الأوروبي، حيث تتزايد المخاوف من هيمنة الشركات الأميركية على البنية التكنولوجية العالمية.
