«صدمة سعرية وشيكة» تقرير عالمي يكشف عن قفزة كبرى بأسعار الهواتف وأسبابها خلال الفترة المقبلة

يتجه سوق الهواتف الذكية عالميًا نحو ارتفاع ملحوظ في الأسعار خلال الفترة المقبلة، وإن كان بوتيرة أكثر استقرارًا مما شهدناه في السنوات الماضية، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة “Counterpoint Research” المتخصصة في أبحاث وتحليلات أسواق التكنولوجيا العالمية. تتوقع المؤسسة أن يواصل متوسط سعر الهاتف ارتفاعه، مدفوعًا بتوسع سوق الهواتف الفاخرة، رغم تباطؤ نمو أعداد الأجهزة المبيعة، مما سيساهم في زيادة الإيرادات الإجمالية للقطاع.

توقعات النمو في أسعار الهواتف والإيرادات العالمية

تكشف تقديرات “Counterpoint Research” عن مسار تصاعدي لأسعار الهواتف الذكية والإيرادات الإجمالية للقطاع، على النحو التالي:

المؤشرالقيمة الحالية (العام الحالي)القيمة المتوقعة (بحلول 2029)ملاحظات
متوسط سعر الهاتف عالميًا370 دولارًاأكثر من 412 دولارًابنسبة نمو سنوية تقترب من 3%.
الإيرادات الإجمالية للقطاعحوالي 564 مليار دولارمدفوعة بزيادة أسعار البيع وتوسع سوق الهواتف الفاخرة.

تأثير الأسواق الإقليمية على متوسط الأسعار

تُعد أمريكا الشمالية المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار، حيث يُعزى ذلك إلى الإقبال الكبير على الطرز الفاخرة، والحملات الترويجية المكثفة، بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد بالهواتف القابلة للطي. في المقابل، تشهد الصين ارتفاعًا أهدأ، بينما تحافظ الهند على أسعارها المنخفضة مع نمو تدريجي. إليك توقعات متوسط الأسعار في هذه الأسواق والعوامل المؤثرة بها:

المنطقةمتوسط السعر المتوقعالعوامل الرئيسية
أمريكا الشمالية984 دولارًا (بحلول 2026)الإقبال على الطرز الفاخرة، الحملات الترويجية، الاهتمام المتزايد بالهواتف القابلة للطي.
الصينارتفاع بوتيرة أهدأاستعادة “هواوي” لموقعها القوي، تزايد الطلب على سلسلتي “Mate” و”P”، استمرار “آبل” في تحقيق مبيعات قوية لهواتف “برو”.
الهندأقل من 250 دولارًا (في 2025)، ثم 287 دولارًا (بحلول 2029)الحفاظ على مكانتها كأحد أكثر الأسواق التي تقدم هواتف بأسعار منخفضة، زيادة تدريجية مع اتساع قاعدة المشترين في المدن الصغيرة.

استراتيجيات الشركات الكبرى وتأثيرها على الأسعار

تواصل “آبل” ترسيخ مكانتها الرائدة في سوق الهواتف الفاخرة، مع توقعات بارتفاع متوسط سعر أجهزتها بشكل مستمر، حيث تعتمد الشركة على خططها الطموحة لإطلاق أول هاتف قابل للطي في عام 2026 لتعزيز هذا النمو. في المقابل، تواجه “سامسونج” أداءً متذبذبًا، إذ تأثر متوسط مبيعاتها بتراجع الطلب على السلاسل الرائدة في مطلع عام 2025، وتراهن حاليًا على الهواتف القابلة للطي وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين نتائجها المستقبلية.

توضح التوقعات الخاصة بمتوسط أسعار أجهزة “آبل” هذه الديناميكية:

الشركةمتوسط السعر المتوقع (2025)متوسط السعر المتوقع (2029)العوامل
آبل919 دولارًاحوالي 1000 دولارمدعومًا بخطط الشركة لإطلاق أول هاتف قابل للطي عام 2026.

الابتكار التكنولوجي: محرك رئيسي لارتفاع التكاليف

تُعد التقنيات الجديدة عاملًا أساسيًا وراء ارتفاع أسعار الهواتف الذكية، فقد أقدمت شركة TSMC التايوانية على رفع أسعار رقائقها المصنعة بتقنية 3 نانومتر (N3P) بنسب تراوحت بين 16% و24%، وهو ما انعكس بدوره على تكاليف الإنتاج لشركات مثل “كوالكوم” و”ميدياتك” المزودتين الرئيسيتين لشرائح المعالجة لمعظم شركات تصنيع الهواتف. يُتوقع أن تزداد هذه الضغوط السعرية في العام المقبل، مع بدء الإنتاج التجاري لرقائق 2 نانومتر، التي يُتوقع أن تكون أغلى بنحو 50% مقارنة بالجيل السابق، خاصة مع استحواذ “آبل” على حصة كبيرة من القدرة الإنتاجية لمصنع TSMC.

من المتوقع أن تُنتج TSMC حوالي 60 ألف شريحة بتقنية 2 نانومتر شهريًا، وهي التقنية التي ستُعتمد في هواتف “آيفون 18″ و”غالاكسي S26” من سامسونج، وتتميز هذه الرقائق باستخدام ترانزستورات Gate-All-Around (GAA)، التي توفر أداءً أعلى وكفاءة أكبر في استهلاك الطاقة.

تُسلط هذه الأرقام الضوء على تأثير الابتكار التكنولوجي على تكاليف الإنتاج:

تقنية الرقائقزيادة السعرملاحظات
3 نانومتر (N3P)16% إلى 24%أثر على تكاليف “كوالكوم” و”ميدياتك”.
2 نانومترحوالي 50% (أغلى من الجيل السابق)تُنتج TSMC حوالي 60 ألف شريحة شهريًا، ستُستخدم في “آيفون 18″ و”غالاكسي S26”.

عام 2026: نقطة تحول في سوق الهواتف الذكية

مع استمرار التنافس الشديد بين الشركات الكبرى لتبني أحدث التقنيات، يتوقع أن يشكل عام 2026 نقطة تحول جوهرية في سوق الهواتف الذكية، ليس فقط من حيث الأسعار ولكن أيضًا في المواصفات. يأتي ذلك مع بدء الإنتاج التجاري للجيل الجديد من المعالجات وارتفاع تكلفة الابتكار، مقابل توقعات بنمو متوازن ومستدام للقطاع في السنوات القادمة.