مع حلول موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، يواصل العديد من السائقين التزامهم بطقس صباحي متوارث، وهو تسخين محركات سياراتهم قبل الانطلاق، اعتقادًا منهم بأن هذه العادة تحافظ على المحرك وتُحسن من أدائه. لكن، الدراسات الحديثة وخبراء صناعة السيارات يؤكدون أن هذه الممارسة لم تعد ذات جدوى في المركبات الحديثة، بل وقد تسبب أضرارًا غير مقصودة.
لماذا كانت السيارات القديمة تحتاج للتسخين؟
في الحقبة الماضية، كانت المركبات المزودة بالمكربن (الكاربراتير) بالفعل بحاجة إلى فترة تسخين قبل القيادة، حيث كان الكاربراتير يواجه صعوبة في مزج الوقود بالهواء بكفاءة وتوازن في الأجواء الباردة، ما كان يؤدي إلى ضعف في الأداء أو حتى توقف المحرك، لذا، كان تسخين السيارة لبضع دقائق ضروريًا لضمان عملها بكفاءة مثلى.
ثورة أنظمة حقن الوقود الإلكترونية
لقد تبدلت هذه الصورة تمامًا في عصرنا الحالي بفضل اعتماد السيارات الحديثة على أنظمة حقن الوقود الإلكترونية (EFI)، التي تتولى مهمة ضبط مزيج الهواء والوقود تلقائيًا وبدقة فائقة بمجرد تشغيل المحرك، لتضمن عمله بكفاءة عالية حتى في أقسى درجات البرودة دون الحاجة لأي تسخين مسبق.
تكلفة التسخين: بيئيًا واقتصاديًا
توضح وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) أن ترك السيارة تعمل في وضع الخمول لعدة دقائق لا يحقق أي فائدة ميكانيكية حقيقية، بل على العكس تمامًا، يؤدي إلى زيادة ملحوظة في استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة بالبيئة.
البديل الأذكى: الانطلاق بهدوء
يوصي الخبراء بأن البديل الأمثل هو تشغيل المحرك ثم الانطلاق مباشرة بهدوء، مع الحرص على تجنب التسارع المفاجئ أو الضغط الشديد على دواسة الوقود خلال الدقائق القليلة الأولى من القيادة، فهذه الطريقة تتيح للسوائل الداخلية للمحرك الوصول إلى درجة حرارة التشغيل المثالية بشكل طبيعي وأكثر كفاءة، مما يساهم في تقليل استهلاك الوقود، وخفض الانبعاثات، وإطالة العمر الافتراضي لمكونات المحرك بشكل فعال.
