أعلن إيلون ماسك مؤخرًا عن نيته إعادة إحياء خدمة “Vine” الشهيرة لمقاطع الفيديو القصيرة، لكن هذه المرة مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما أثار حماس الكثيرين وتساؤلات آخرين، فهل نشهد عودة قوية لهذا التطبيق المحبوب، وما هي ملامح “Vine” الجديد المنتظر؟
تأتي هذه التصريحات في ظل تجارب تجريها شركة ماسك “xAI” على ميزة جديدة لروبوت الدردشة “غروك” تحمل اسم “Grok Imagine”، والتي تهدف إلى تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو بشكل مبتكر، الأمر الذي يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة كليًا في عالم صناعة المحتوى الرقمي، ويعزز التكامل بين الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي
ورغم أن ماسك لم يوضح بشكل كامل مصير تطبيق “Vine” بالتحديد، إلا أنه كشف عن مفاجأة سارة لمحبي التطبيق القديم، حيث قال: “بالمناسبة، عثرنا مؤخرًا على أرشيف فيديوهات Vine (ظننا أنه حُذف) ونعمل على استعادة وصول المستخدمين إليها، حتى تتمكنوا من نشرها إن أردتم”، مما يعني إمكانية استعادة ذكريات الماضي ومشاركتها مع جيل جديد من المستخدمين
ما هو “Vine”؟
“Vine” هو تطبيق لمقاطع الفيديو القصيرة انطلق في عام 2012، واشتهر بمقاطع الفيديو التي لا تتجاوز مدتها 6 ثوانٍ وتُعرض بشكل متكرر تلقائيًا، مما جعله منصة مثالية للإبداع السريع وانتشار الميمات، وقد تميز بما يلي:
* تأسس في عام 2012
* يركز على مقاطع الفيديو القصيرة جدًا
* يتميز بتشغيل الفيديو المتكرر تلقائيًا
* كان منصة مثالية للإبداع السريع
* ساهم في انتشار ثقافة الميمات
في أكتوبر 2012، استحوذ “تويتر” (الذي يُعرف الآن بـ “إكس”)، بقيادة جاك دورسي آنذاك، على “Vine” مقابل حوالي 30 مليون دولار، وذلك بعد فترة قصيرة من تأسيس التطبيق، مما أثار تفاؤلًا بمستقبل واعد لهذه المنصة الناشئة، لكن الأحداث لم تجرِ كما هو مخطط لها
بفضل سهولة استخدامه وسرعة انتشاره، ساهم “Vine” في ظهور العديد من النجوم والميمات على الإنترنت، وأصبح وجهة مفضلة للشباب وصناع المحتوى الباحثين عن التعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة، فقد كان يتميز بما يلي:
* سهولة الاستخدام
* سرعة الانتشار
* المساهمة في ظهور نجوم الإنترنت
* منصة مفضلة لصناع المحتوى
بعد خمس سنوات من الاستحواذ عليه، قرر “تويتر” إغلاق “Vine” في عام 2017، وذلك في إطار عملية إعادة هيكلة شاملة للشركة، وهو ما شكل صدمة لمستخدمي التطبيق ومحبيه، وأثار الكثير من التساؤلات حول أسباب هذا القرار المفاجئ
يعتقد البعض أن صعود منصات التواصل الاجتماعي المنافسة مثل إنستغرام وتيك توك وسناب شات، والتي شهدت نموًا كبيرًا في عدد المستخدمين في ذلك الوقت، كان سببًا رئيسيًا في إغلاق “Vine”، خاصة مع تباطؤ نمو “تويتر” نفسه، وهو ما عكس التغيرات المتسارعة في عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي
في أوج انتشاره، وصل عدد مستخدمي “Vine” إلى حوالي 200 مليون مستخدم، واشتهر بمقاطعه الساخرة والمسلية التي تعكس جوانب الحياة اليومية، مما جعله منصة فريدة من نوعها في عالم التواصل الاجتماعي، فقد كان يتميز بما يلي:
* شعبية واسعة بين المستخدمين
* مقاطع فيديو ساخرة ومسلية
* تصوير جوانب الحياة اليومية
واليوم، يسعى ماسك، الذي استحوذ على “تويتر” في عام 2022 وقام بتغيير اسمه إلى “إكس”، إلى إعادة إحياء “Vine”، في خطوة مفاجئة قد تعيد إلى الأذهان ذكريات الماضي وتفتح الباب أمام مستقبل جديد لهذه المنصة
ماسك و”Vine”
لم تكن هذه المرة الأولى التي يلمح فيها ماسك إلى إمكانية إحياء تطبيق “Vine”، الذي كان يحظى بشعبية كبيرة بين جيل الألفية، فقد سبق له أن طرح هذه الفكرة في مناسبات مختلفة، وأثار بها حماس محبي التطبيق القديم
بعد استحواذه على “تويتر”، طرح ماسك استطلاعًا لمتابعيه حول ما إذا كان ينبغي إعادة “Vine”، وكانت نتيجة التصويت إيجابية بأغلبية ساحقة، مما شجعه على دراسة إمكانية تنفيذ هذه الخطوة
أشارت تقارير سابقة إلى أن فريقًا من المهندسين كان يعمل بالفعل على دراسة إمكانية إعادة إحياء “Vine”، لكن الخطة لم تتحقق في ذلك الوقت لأسباب غير واضحة، وهو ما خيب آمال الكثيرين
وفي عام 2024، عاد ماسك ليطرح السؤال نفسه حول إعادة إحياء “Vine”، وتلقى مرة أخرى دعمًا واسعًا من متابعيه، مما يعكس الشوق والحنين إلى هذه المنصة القديمة
يبقى السؤال المطروح: هل سينفذ ماسك وعده بإحياء “Vine” هذه المرة؟ الإجابة لا تزال غير مؤكدة، لكن الإعلان عن ربط التطبيق بروبوت الدردشة “غروك” المدعوم بالذكاء الاصطناعي يثير تساؤلات حول الشكل الذي ستبدو عليه “Vine” في حلته الجديدة
يبدو أن إعلان ماسك يشير إلى أن “Vine” لن يعود كتطبيق مستقل تمامًا، بل سيتم إتاحة أرشيف الفيديو للمستخدمين على منصة إكس، مما يسمح لهم بمشاركة مقاطع الفيديو الموجودة بدلًا من إنشاء مقاطع جديدة وتحميلها، وهو ما قد يغير طبيعة المنصة ويقلل من جاذبيتها