الشمس تطلق 3 توهجات قوية بعد هدوء دام أسابيع

الشمس تطلق 3 توهجات قوية بعد هدوء دام أسابيع

إثر فترة من الهدوء استمرت قرابة ثلاثة أسابيع، عادت الشمس لتُظهر نشاطًا ملحوظًا في مطلع شهر أغسطس 2025، حيث رُصدت ثلاثة توهجات شمسية متوسطة القوة من الفئة M خلال يوم واحد، مما أذن بانتهاء فترة السكون الشمسي الأخيرة، وبداية لمرحلة جديدة من الديناميكية الشمسية

جميع هذه التوهجات انطلقت من منطقة واحدة نشطة على سطح الشمس تحمل الرقم AR 4168، حيث كان أقواها توهجًا من الفئة M2.9 في الثالث من أغسطس، وتلاه توهجان آخران بقوة M2.0 وM1.4 في اليوم التالي، وفقًا لتقارير موقع SolarHam المتخصص في رصد أحوال الطقس الفضائي

وعلى الرغم من أن هذه التوهجات لا تضاهي قوة التوهجات من الفئة X، إلا أنها قادرة على إحداث تغييرات ملحوظة في طبقات الغلاف الجوي العليا للأرض

توهجات شمسية واحتمالات الانبعاثات الإكليلية

تعتبر التوهجات الشمسية من الفئة M أكثر قوة بعشرة أضعاف من تلك التي تنتمي إلى الفئة C، وغالبًا ما يصاحبها إطلاق انبعاثات كتلية إكليلية (CMEs)، وهي عبارة عن سحب هائلة من الجسيمات المشحونة التي تنطلق في الفضاء، وقد تتسبب في اضطرابات عند اصطدامها بالغلاف المغناطيسي للأرض

وقد رجح علماء من وكالة NOAA المتخصصة في الأرصاد الجوية الفضائية أن اثنين من هذه التوهجات قد أطلقا بالفعل CMEs، إلا أن التوقعات تشير إلى أن هذه الانبعاثات قد تمر بالقرب من كوكبنا دون أن تتسبب في أضرار مباشرة

تأثيرات محتملة على كوكب الأرض

تشير مقاييس NOAA لرصد أحوال الطقس الفضائي إلى أن التوهجات من الفئة M1 إلى M4 قد تتسبب في انقطاعات إذاعية طفيفة (مصنفة R1-R2)، وعادة ما تكون هذه الانقطاعات قصيرة الأمد ومحدودة التأثير على ترددات الموجات العالية (HF)

وتؤكد التقارير أيضًا أن التوهجات الحالية لن تؤثر على أجهزة الاتصالات الصناعية أو شبكات الطاقة الأرضية، حيث أنها لا تصنف ضمن الأحداث الشديدة

أقرأ كمان:  «دفعة تقنية» جوجل تضخ 37 مليون دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي في أفريقيا

ومع ذلك، فقد أشار موقع EarthSky إلى أن الأرض قد تتعرض لضربة جانبية طفيفة من إحدى الكتل الإكليلية في الخامس أو السادس من أغسطس، مما قد يؤدي إلى حدوث عاصفة مغناطيسية من الفئة G1، وهي عاصفة ضعيفة نسبيًا قد تتسبب في ظهور الشفق القطبي في المناطق ذات خطوط العرض العالية، مثل شمال أوروبا وكندا

لا داعي للهلع

تشير التقديرات الحالية إلى أن تأثير هذه الأحداث سيكون محدودًا للغاية، وتصنفها NOAA ضمن الأحداث “البسيطة وغير المسببة للاضطرابات”

ويؤكد خبراء الفضاء أن هذا النشاط الشمسي يندرج ضمن الدورة الشمسية الطبيعية، ومن المتوقع استمرار هذه التوهجات مع اقتراب ذروة النشاط الشمسي في السنوات القادمة