«تعبئة متزايدة في صفوف الحوثيين تحت شعارات مواجهات محتملة مع إسرائيل»

على الرغم من توقف الهجمات الحوثية ضد إسرائيل وسفن الملاحة منذ الاتفاق على وقف الحرب في Gaza في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن الجماعة قامت بتصعيد تحركاتها الداخلية من خلال تنظيم عشرات الاستعراضات المسلحة يومياً في المدن والأرياف الخاضعة لها، تحت شعار «الجهازية والاستعداد» لمواجهة إسرائيل.

تعبئة وقلق

تأتي هذه التعبئة مترافقة مع رسائل ميدانية وإعلامية مكثفة، مما أثار مخاوف يمنية ودولية من احتمال اتجاه الجماعة المدعومة من إيران نحو نسف التهدئة المتواصلة مع الحكومة اليمنية منذ أبريل (نيسان) 2022. بينما تروج الجماعة لهذه الأنشطة الاستعراضية كدليل على استعدادها القتالي و«دعمها لفلسطين»، ترى الحكومة اليمنية أن ما يحدث يعكس حالة «ارتباك وضعف داخلي»، وليس قوة، خصوصاً بعد توقف الهجمات الخارجية وفشل الجماعة في استغلال الورقة الإقليمية لصالح مشروعها المحلي.

ضعف الحوثيين

يعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الجماعة الحوثية «تمر بواحدة من أضعف مراحلها منذ انقلابها على الدولة»، موضحاً أن الضربات العسكرية التي تلقتها خلال العامين الماضيين، والخسائر البشرية الكبيرة – خصوصاً لدى قياداتها العقائدية – ساهمت في إرباك بنيتها التنظيمية وتراجع قدرتها على الحشد. وأضاف الإرياني في تصريحات رسمية، أن الجهود الحكومية والدولية المتواصلة في «تجفيف منابع تمويل وتسليح المليشيا» أثرت بشكل مباشر على منظومتها العسكرية والاقتصادية، وهو ما دفعها – بحسب قوله – إلى البحث عن «استعراضات شكلية» لتعويض تراجع حضورها الشعبي.

محاولات يائسة

وتابع الوزير قائلاً: «ما تسميه الميليشيا وقفات قبلية في عدد من المديريات الخاضعة لها، ليس سوى محاولة يائسة لصناعة مظاهر قوة بعد أن انفض المجتمع عنها، وانهارت الشعارات التي استخدمتها طوال سنوات الحرب». ولفت إلى أن المشاهد المصورة لهذه الوقفات تعكس – في نظره – حالة «ارتباك تنظيمي» ومحاولة لتضليل عناصرها وإيهامهم بأنها ما تزال تمسك بزمام المبادرة.

دور القبيلة

وأكد الإرياني أن القبيلة اليمنية، بتاريخها ودورها الوطني، «لن تكون في صف الإماميين الجدد، ولن تكون جزءاً من المشروع الإيراني الهادف لابتلاع اليمن وتحويله إلى منصة تهدد الأمن القومي العربي». وأضاف أن القبائل التي حملت الجمهورية على أكتافها «لا يمكن أن تنحاز لمن انقلب على الدولة ونهب مؤسساتها وجر البلاد إلى الفوضى والدمار».

صراع مستمر

أوضح وزير الإعلام اليمني أن الجماعة الحوثية خاضت، منذ ظهورها، «حرباً مفتوحة» على القبيلة اليمنية، بدأت من صعدة ثم عمران وصنعاء، وامتدت إلى المحافظات التي سيطرت عليها بقوة السلاح. وأشار إلى أن القبيلة كانت على الدوام «الخطر الأكبر على المشروع السلالي للجماعة»، مما دفعها إلى اعتقال رموز قبلية بارزة، واقتحام مناطقهم، ومصادرة ممتلكاتهم، وتفجير منازل العديد منهم.

سياسة الانتقام

وقال الإرياني إن ما شهدته مديريات طوق صنعاء، ومحافظات عمران وذمار والبيضاء وحجة والمحويت من انتهاكات «يُعد دليلاً دامغاً على السياسة الانتقامية التي انتهجتها الميليشيا بحق القبائل». ولفت إلى أن الحوثيين حاولوا فرض مشرفين موالين لهم بدلاً من القيادات التقليدية للقبائل، ومارسوا «الجبايات غير القانونية والتجنيد القسري»، وتعاملوا مع أبناء القبائل كـ«وقود لحروبها العبثية».

الإنهيار الداخلي

ويرى الإرياني أن محاولة الجماعة اليوم الظهور بمظهر المتصالح مع القبيلة «لا تعكس قوة كما تدّعي، بل تُجسد حالة الانهيار التي تعيشها». وأشار إلى أن «الاستعراضات القبلية المفتعلة» التي تنظمها الجماعة تهدف إلى إقناع مقاتليها وقواعدها بأن المليشيا لا تزال قادرة على الحشد، «بينما الحقيقة أنها أكثر هشاشة من أي وقت مضى».

المستقبل واعد

ويؤكد الوزير اليمني أن القبيلة اليمنية ستظل «الرقم الصعب» في مستقبل اليمن، وأنها «ستقول كلمتها في الوقت المناسب»، مشدداً على أنها ستقف – كما وقفت دائماً – إلى جانب الدولة والجمهورية في مواجهة «المشروع التخريبي الإيراني وأدواته».