
أعلنت فرق الإنقاذ الروسية، اليوم الخميس، عن العثور على حطام طائرة ركاب مفقودة من طراز “An-24″، في منطقة نائية تقع شرق البلاد ضمن محافظة أمور، بالقرب من الحدود الصينية، وجاء هذا الاكتشاف بعد ساعات من فقدان الاتصال بالطائرة أثناء اقترابها من مدينة تيندا، مما أثار قلقًا واسعًا.
ووفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الروسية، كانت الطائرة التابعة لشركة “أنغارا” للطيران تقل على متنها 50 شخصًا، بينهم عدد من الأطفال، بالإضافة إلى طاقم مؤلف من 6 أفراد.
وأكد فاسيلي أورلوف، حاكم مقاطعة أمور، أن قائمة الركاب تضم 43 مسافرًا، من بينهم 5 أطفال.
على الرغم من تحديد موقع الحطام على بعد حوالي 15 كيلومترًا من مدينة تيندا، لم يتم حتى الآن إصدار أي بيانات رسمية بخصوص مصير الركاب، وتتصاعد المخاوف بشأن احتمال وقوع ضحايا، خاصة في ظل الظروف الجوية الصعبة التي كانت سائدة وقت وقوع الحادث، والتي ذكرت وكالة “نوفوستي” أنها كانت سببًا رئيسيًا في تأجيل الرحلة في وقت سابق.
الطائرة فقدت أثناء محاولة الهبوط الثانية
كانت الطائرة تقوم برحلة داخلية انطلقت من خاباروفسك متجهة إلى تيندا، مع توقف في بلاغوفيشتشينسك، وفُقد الاتصال بها أثناء محاولتها الثانية للهبوط، وأفادت وكالة “تاس” بأن طاقم الطائرة لم يبلغ عن أي أعطال خلال الرحلة، مما يزيد من الغموض المحيط بأسباب التحطم المفاجئ.
أشارت خدمات الطوارئ الروسية إلى أن تضاريس المنطقة، وخاصة غابات التايغا الكثيفة، تعيق جهود البحث والإنقاذ، والتي تجري في الوقت الحالي بشكل أساسي عبر الجو.
حادث يعيد للأذهان مأساة MH17
يأتي هذا الحادث في أعقاب تصاعد الجدل الدولي حول كارثة الطائرة الماليزية MH17، التي أُسقطت في سماء أوكرانيا عام 2014، بصاروخ أُطلق من مناطق كانت تحت سيطرة انفصاليين موالين لروسيا، وأكد محققون دوليون مؤخرًا مسؤولية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هذا الحادث الذي أودى بحياة 298 شخصًا.
في الذكرى السنوية لهذه المأساة، أكد إليوت هيغينز، مؤسس مجموعة “Bellingcat”، أن “العدالة لم تتحقق بعد”، مما يعكس استمرار التعقيدات في قضايا سلامة الطيران والمساءلة الدولية، خاصة مع تكرار الحوادث التي تحمل في طياتها أبعادًا سياسية.