الحل هو التوازن: دعوة لإعتدال منظومة الواجبات والامتحانات لصحة أبنائنا النفسية وإتمام الفائدة المرجوة من التعلم
تعاني البيئة التعليمية الحالية في المدارس من أجواء متوترة وضغوط متزايدة بسبب الأعباء الدراسية المتمثلة في التقييمات المتكررة التي تثقل كاهل الطلاب، فهل يكفي اختبار واحد لتحقيق الأهداف المرجوة؟، يعيش الطلاب وأولياء الأمور معاناة قصوى في دوامة من الضغوط المتواصلة، وقد يضع النظام الحالي الطلاب والمدرسين تحت ضغط غير متناسب مع طبيعة نموهم واحتياجاتهم، أين هي متعة التعلم؟، هل هناك فرص كافية لشرح الدروس أو ممارسة الأنشطة التي تساعد في رفع مستوى تفاعل الطالب مع المدرسة؟!، لم يعد الهدف هو فهم المادة بشكل معمق، بل بات الإنجاز السريع للواجبات والأداء في التقييمات هو الشغل الشاغل، مما حول الدراسة إلى عبء ثقيل يفقد الطلاب شغف المعرفة ومتعة التعلم، وهذا التأثير السلبي على صحتهم النفسية وحياتهم الاجتماعية يهدد توازنهم النفسي ويستنزف طاقاتهم بشكل كبير، فلا يجدون وقتًا كافيًا لممارسة الرياضة أو الهوايات أو حتى قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء أو مراجعة دروسهم، ما يسبب أضراراً لصحتهم النفسية.
لقد أصبح وقت الحصة الدراسية غير كافٍ لشرح الدروس، حيث تتحول الفصول إلى مكان لإنهاء المهام الإدارية بدلاً من إجراء مناقشات مثمرة، مما يؤدي إلى تدني جودة التعليم، كما أن الاعتماد المفرط على الدروس الخصوصية بتنا نتيجة طبيعية لنقص الشرح داخل الفصول، ونتيجة لانشغال المعلم بالمهام التقييمية، ما يضطر أولياء الأمور للجوء إليها لتعويض نقص الفهم. وعلى الرغم من السلبية المتزايدة، تسعى الوزارة لتحقيق أهداف نبيلة مثل متابعة التحصيل المستمر واكتشاف نقاط الضعف مبكرًا، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، لذا يجب أن نصل إلى التوازن المفقود.
من المهم أن تراجع وزارة التربية والتعليم آليات التنفيذ في الفصول لضمان تحقيق الأهداف التعليمية دون إهدار طاقة المعنيين، يجب تقنين عدد الواجبات والتقييمات والتأكد من أنها تخدم أهداف المتابعة دون إرهاق، كما يجب تحويل الواجبات المنزلية إلى مهام مراجعة وتطبيق، لتكون مصممة لتعزيز الفهم بدلاً من استنزاف الوقت، والعمل على تخفيف كثافة المناهج لتوفير وقت إضافي للشرح وجودة التعليم، مما سيساهم في تعزيز التفاعل والأنشطة الإبداعية التي تدعم تنمية مهارات الطلاب.
والسؤال هو: ما هو الهدف من التعليم؟، هو بناء إنسان متوازن نفسيًا ومتعلم بوعي، مما يتطلب نظامًا تعليميًا يمنح الطلاب فرصة التعلم بمتعة وحرية، بعيدًا عن الضغوط الزائدة، مما يسهم في النمو العقلي والنفسي المتكامل.
