مع اشتعال سوق الانتقالات الصيفية في مصر، برز اسم اللاعب الفلسطيني حامد حمدان كنجم صاعد في سماء كرة القدم، وذلك بعد الأداء الرائع الذي قدمه مع نادي بتروجيت وقيادته الفريق للعودة إلى دوري الأضواء، الأمر الذي جعله محط أنظار نادي الزمالك الطامح لتعزيز صفوفه לקראת העונה החדשה.
بين طموح اللاعب وإصرار ناديه، يبقى مصير هذه الصفقة معلقًا ويثير الكثير من التساؤلات في أوساط الجماهير المصرية والفلسطينية.
حامد حمدان، الاسم الذي تردد صداه في أروقة كرة القدم المصرية، لاعب شاب طموح يحمل في جعبته قصة كفاح تستحق أن تروى، مسيرته بدأت من قطاع غزة، حيث صقل مهاراته وأظهر موهبة فذة، لينطلق بعدها نحو الاحتراف الخارجي، بحثًا عن تحديات جديدة وفرص أكبر، واليوم، يقف على أعتاب مرحلة جديدة قد تغير مسيرته الكروية إلى الأبد.
من هو حامد حمدان؟
ولد حامد حمدان في الثالث من أكتوبر عام 2000 بمدينة غزة، ويحمل الجنسية الفلسطينية، ويتميز بمهاراته في مركز لاعب الوسط الدفاعي والمحوري، بدأ رحلته في عالم كرة القدم في قطاع غزة مع نادي غزة الرياضي، ومن ثم سعى لتحقيق حلمه بالاحتراف الخارجي، فانتقل بين عدة أندية، منها بيراميدز، الإنتاج الحربي، طنطا، والمجد السكندري، قبل أن يستقر به المقام في صفوف بتروجيت، حيث وقع عقدًا في صيف 2023 يمتد حتى يونيو 2026.
موسم استثنائي مع بتروجيت
شهد الموسم الماضي تألقًا لافتًا لحامد حمدان مع بتروجيت في دوري نايل المصري الممتاز، حيث كان له دور حاسم في خط الوسط، وتميز بقدرته الفائقة على استخلاص الكرة، ودقة التمرير، وتنظيم الهجمات من الخلف، مما جعله لاعبًا لا غنى عنه في تشكيلة الفريق.
لقد نال حمدان استحسان جماهير بتروجيت، الذين أطلقوا عليه لقب “رمانة الميزان”، كما أشاد به مدربه مرارًا وتكرارًا، مشيدًا بالتزامه التكتيكي والبدني، وقدرته على التأقلم في أكثر من مركز، وهو ما جعله محط أنظار العديد من الأندية الكبيرة، وعلى رأسها نادي الزمالك العريق.
الزمالك يدخل على الخط
منذ نهاية الموسم الكروي الماضي، بدأت الأخبار تتداول حول اهتمام الزمالك بضم حامد حمدان إلى صفوفه، وأشارت مصادر موثوقة داخل القلعة البيضاء إلى أن المدرب الجديد للفريق يسعى لتدعيم خط الوسط بلاعب يجمع بين القوة الدفاعية والقدرة على المساهمة في الهجوم، مع الأخذ في الاعتبار عدم استغلال مقعد للاعب الأجنبي.
وبما أن حمدان يحمل الجنسية الفلسطينية، فإنه يُعامل كلاعب محلي في الدوري المصري، وهو ما جعله خيارًا جذابًا لإدارة الزمالك، التي بدأت بالفعل مفاوضات شفهية مع بتروجيت للاستفسار عن إمكانية التعاقد معه، وتشير التقارير الصحفية إلى أن الزمالك قدّم عرضًا مغريًا يبلغ حوالي 30 مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى إمكانية إعارة أحد اللاعبين الشباب أو إبرام صفقة تبادلية لإغراء بتروجيت بالتخلي عن نجمه.
اقرأ أيضا: خالد الغندور يكشف موعد الإعلان عن صفقة الزمالك الجديدة
موقف بتروجيت الرسمي
على الرغم من الضجة الإعلامية التي أثيرت حول الصفقة المحتملة، إلا أن نادي بتروجيت أعلن رسميًا أنه لم يتلق أي عروض رسمية مكتوبة من الزمالك حتى الآن، واكتفى النادي باستفسارات شفهية فقط، وأكد مسؤولون في بتروجيت أن حامد حمدان يعتبر عنصرًا أساسيًا في خطط الفريق للموسم المقبل، خاصة بعد الصعود إلى الدوري الممتاز، مشيرين إلى أنه لا توجد نية للتخلي عن اللاعب في الوقت الحالي.
وصرح مسؤولو بتروجيت قائلين: “لم يصلنا أي عرض رسمي من الزمالك، واللاعب مرتبط بعقد معنا حتى عام 2026، نرحب بأي مفاوضات تتم بشكل احترافي، لكننا نرفض في الوقت نفسه أسلوب الضغط، وتمسكنا باللاعب أمر منطقي نظرًا لأهميته الكبيرة في التشكيلة الأساسية للفريق”.
اللاعب يفتح قلبه.. والضغط النفسي حاضر
من جهة أخرى، عبّر حامد حمدان عن رغبته في الانتقال إلى الزمالك من خلال منشور غامض على حسابه في إنستغرام، حيث كتب: “إني عبدٌ لله، ولن يضيعني”، وهو ما فسره الكثيرون على أنه تلميح مبطن لرغبته في خوض تجربة جديدة مع القلعة البيضاء.
وأفادت مصادر مقربة من اللاعب بأنه يعاني من ضغوط نفسية كبيرة بسبب تمسك ناديه به، خاصة وأنه يعتبر اللعب للزمالك “حلمًا يراوده منذ الطفولة”، وأكد شقيقه ووكيل أعماله هذه المعلومات، حيث صرح قائلًا: “حامد لا يريد سوى الزمالك، ونحن مستعدون لدفع قيمة الشرط الجزائي بأنفسنا، وكل ما نطلبه من إدارة بتروجيت هو تقدير رغبة اللاعب والموافقة على انتقاله”.
هل تتكرر أزمة كهربا؟
يثير المشهد الحالي ذكريات لسيناريوهات مماثلة شهدتها الكرة المصرية في الماضي، عندما مارس لاعبون ضغوطًا على أنديتهم للانتقال إلى الأهلي أو الزمالك، ومن أبرز هذه الحالات قضية محمود كهربا الشهيرة، ومع استبعاد حامد مؤخرًا من المباريات الودية لفريقه، وتصاعد التوتر في علاقته مع الإدارة، يخشى البعض من أن تتفاقم الأزمة وتصل إلى طريق مسدود.
خيارات أمام اللاعب
في حال استمرار بتروجيت في رفض بيع عقد حامد حمدان، ستكون أمامه عدة خيارات للتعامل مع هذا الوضع:
1- الاستمرار مع بتروجيت حتى نهاية عقده في عام 2026، مع السعي لإثبات قدراته في الدوري الممتاز·
2- تفعيل الشرط الجزائي في عقده، إذا كان موجودًا·
3- البحث عن عروض من أندية أخرى، سواء خليجية أو أوروبية، خاصة بعد رفض بتروجيت لعرض قطري سابق·
مستقبل مجهول وحلم مشروع
في النهاية، يبقى مستقبل حامد حمدان معلقًا بين رغبة اللاعب في تحقيق طموحاته وتمسك ناديه بحقوقه، هذا اللاعب الفلسطيني الذي ترعرع في غزة، يحلم دائمًا باللعب في أكبر الملاعب، ويقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم في مسيرته الكروية، فالزمالك يريده، وهو يرغب في الانضمام إلى صفوف الفارس الأبيض، ولكن الفيصل في هذه الصفقة هو موافقة إدارة بتروجيت.
فهل ستنجح هذه الصفقة ويتحقق حلم اللاعب؟ أم ستتحول إلى أزمة تهدد مستقبل أحد أبرز المواهب الفلسطينية في الملاعب المصرية؟ الأيام القليلة المقبلة ستكشف لنا حقيقة الأمر.