أجاب الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة تعرضت للأذى النفسي والجسدي من أهل زوجها بعد وفاته، حيث تم إهانتها وضربها بشكل متكرر، وقطع علاقتها بهم، وتساءلت عن حكم الشرع في هذا الموقف.
وخلال لقاء مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، أوضح الدكتور اليداك أن صلة الرحم تُعد أمرًا مهمًا في الإسلام، إلا أن هذه الصلة لا ينبغي أن تكون ذريعة للتعرض للأذى، سواء كان نفسيًا أو جسديًا.
وأكد أن الإسلام يحرص على تعزيز العلاقات الأسرية ويشجع على الحفاظ على الروابط بين الأقارب، لكنه لا يُلزم الفرد بتحمل الأذى في سبيل ذلك.
وقال الدكتور اليداك: "يجب التمييز بين ثلاثة أنواع من صلة الرحم. النوع الأول هو الصلة الفعلية المستمرة، مثل الزيارات والتفاعل اليومي والمشاركة في المناسبات.
النوع الثاني هو الصلة في المناسبات الكبرى مثل الأعياد والأفراح، أما النوع الثالث فهو الصلة البسيطة مثل السلام عند اللقاء، وهي أقل درجات الصلة لكنها تبقى ذات أهمية."
وأضاف: "إذا كانت صلة الرحم تؤدي إلى الأذى، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، فلا يُفترض بالإنسان أن يستمر في تحمل هذا الأذى.
من حق الفرد أن يبتعد عن أي علاقة تضر به، حتى وإن كانت تحت مسمى صلة الرحم."
وفيما يخص المرأة التي تتعرض للأذى من أهل زوجها بعد وفاته، أكد الدكتور اليداك أن الإسلام لا يقبل أي نوع من الأذى، حتى وإن كان من الأقارب. وأوضح أن الإنسان يجب أن يوازن بين الحفاظ على صلة الرحم وبين احترام حقوقه الشخصية وكرامته.
وختامًا، نصح الدكتور اليداك: "إذا كان بالإمكان الحفاظ على صلة الرحم دون التعرض للأذى، فهذا هو الأفضل. أما إذا كان الأذى لا مفر منه، فمن الأفضل أن يبتعد الإنسان عن هذه العلاقات السلبية من أجل الحفاظ على سلامته النفسية والجسدية."
0 تعليق