تشكل الجالية المغربية بالخارج، التي تقدر بـ5.1 ملايين فرد، أحد أعمدة ربط المغرب بالعالم. فقد بلغت تحويلاتها المالية خلال عام 2023 حوالي 115.3 مليار درهم، ما يعادل 7% من الناتج الداخلي الخام، مساهمة بذلك في استقرار الدرهم وتقليص العجز التجاري.
ومع ذلك، يتم توجيه 10% فقط من هذه التحويلات نحو استثمارات إنتاجية، مما يستدعي تطوير آليات جديدة لتحفيز مشاريع استراتيجية تشمل التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
ورغم مساهمتها الاقتصادية والثقافية، تعاني الجالية من ضعف التمثيل السياسي في المؤسسات الوطنية، ما يعزز شعوراً بالتهميش، وعدم تمكينها من حقوقها الانتخابية وإدماج ممثليها في المجالس الاستراتيجية و المشاركة في صنع القرار.
من جهة أخرى، تواجه الأجيال الجديدة تحديات مرتبطة بتراجع الهوية الثقافية بسبب غياب برامج تعليم اللغة العربية والأنشطة الموجهة، مما يفرض توسيع شبكة المراكز الثقافية بالخارج ودعم المواهب الرياضية يمكن أن يعزز ارتباط هذه الجالية بوطنها الأم.
بحث وزير التجارة والصناعة، رياض مزور، فرص الشراكة والاستثمار في المغرب مع كبار الفاعلين في الصناعة الألمانية، وذلك على هامش مشاركته في منتدى "إفريقيا للتجارة والاستثمار"، الذي انعقد يومي 6 و7 نونبر بفرانكفورت.
وأطلع مزور، الذي مثل المغرب في هذه التظاهرة السنوية المنظمة من قبل الجمعية الاقتصادية الألمانية-الإفريقية (أفريكا فيرين)، الصناعيين الألمان على رؤية المغرب الجديدة في مجال الاستثمار والإصلاحات التي تم تنفيذها لجعل المملكة أكثر جاذبية ولتحفيز الشراكات ذات القيمة المضافة العالية.
وقد أبدى كبار الفاعلين في الصناعة الألمانية، من قبيل "فايس كيمي" و"سيمنس وبوش"، اهتماما خاصا بالاستثمار في إفريقيا، وخاصة في المغرب الذي يعتبر شريكا موثوقا ومنفتحا على العالم ويوفر إحدى أكثر المنصات تنافسية في القارة.
و قال مزور إن "هذه الزيارة تميزت بتبادلات مثمرة للغاية ولقاءات واعدة للتنمية الصناعية والتجارية في المغرب، وذلك في إطار مشاريع التكامل الصناعي الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
ومن بين هذه القطاعات، أشار الوزير إلى تطوير الهيدروجين الأخضر والمحللات الكهربائية وصناعة السيارات، وأي صناعة ذات قيمة مضافة عالية التي أرساها المغرب في إطار منظومة متكاملة، من القوى العاملة إلى الحوافز الضريبية والمالية.
وأكد مزور "نحن نشهد اهتماما متزايدا من الفاعلين الألمان، مع وجود استثمارات مباشرة ملموسة في طور الإعداد، بما في ذلك مصنعان على الأقل وصلت المفاوضات بشأنهما إلى مرحلة متقدمة"، مضيفا "لقد التقينا مع مروجي ومستثمري هذه المشاريع، بالإضافة إلى العديد من الشركاء الآخرين الذين أعربوا عن نواياهم الاستثمارية".
وجمعت هذه الفعالية، التي نظمتها الجمعية الاقتصادية الألمانية-الإفريقية (أفريكا فيرين)، ممثلين عن القطاع الخاص الألماني إلى جانب عدة وفود من دول إفريقية.
وهدف المنتدى، الذي عقد تحت شعار "خلق الإطار المثالي لتحرير فرص الأعمال والاستثمار في إفريقيا"، إلى تحديد الأطر التنظيمية اللازمة لتعزيز تواجد الشركات الألمانية في القارة الإفريقية، وآليات التمويل والحد من المخاطر القائمة.
كما هدف أيضا إلى تعزيز المقاولات الناشئة الإفريقية والألمانية، ومناقشة التدابير اللازمة الكفيلة بتسريع التكامل الإقليمي وتوضيح دور الشركات والشركاء العموميين في هذه العملية.
0 تعليق