أشرف عامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم، اليوم الجمعة، على عملية تسليم مفاتيح 18 حافلة للنقل المدرسي لفائدة الجماعات الترابية بالإقليم.
وتأتي هذه المبادرة تنفيذا للتعليمات الملكية السامية التي تهدف إلى مواصلة تعزيز الحكامة الجيدة في قطاع التربية والتكوين وإعطائه دفعة قوية لتعميم التعليم الأساسي وتكريس طابعه الإلزامي، وتماشيا مع فلسفة وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرامية إلى دعم المشاريع ذات الوقع القوي على الساكنة، والهادفة إلى تشجيع التمدرس ومحاربة عوامل الهدر المدرسي.
وتندرج هذه المبادرة، الممولة من طرف صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في سياق دعم أسطول النقل المدرسي بالإقليم ب 18 حافلة للنقل المدرسي برسم الموسم الدراسي 2024-2025 تنضاف إلى 129 حافلة تم اقتناؤها في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتهدف هذه العملية الممولة في إطار شراكة بين عمالة إقليم العرائش عبر البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، والجماعات الترابية المعنية والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومكونات جمعوية، ستناط بها مهام تدبير وتسيير وسائل النقل المذكورة، إلى تشجيع التمدرس بالعالم القروي والحد من ظاهرة الهدر المدرسي خاصة بالنسبة للفتاة القروية، ودعم تكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي داخل العالم القروي.
وقد حضر حفل تسليم حافلات النقل المدرسي الكاتب العام لعمالة إقليم العرائش، ورئيس مجلس إقليم العرائش، ورؤساء اللجان المحلية للتنمية البشرية، والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ورؤساء الجماعات الترابية المعنية.
بحث وزير التجارة والصناعة، رياض مزور، فرص الشراكة والاستثمار في المغرب مع كبار الفاعلين في الصناعة الألمانية، وذلك على هامش مشاركته في منتدى "إفريقيا للتجارة والاستثمار"، الذي انعقد يومي 6 و7 نونبر بفرانكفورت.
وأطلع مزور، الذي مثل المغرب في هذه التظاهرة السنوية المنظمة من قبل الجمعية الاقتصادية الألمانية-الإفريقية (أفريكا فيرين)، الصناعيين الألمان على رؤية المغرب الجديدة في مجال الاستثمار والإصلاحات التي تم تنفيذها لجعل المملكة أكثر جاذبية ولتحفيز الشراكات ذات القيمة المضافة العالية.
وقد أبدى كبار الفاعلين في الصناعة الألمانية، من قبيل "فايس كيمي" و"سيمنس وبوش"، اهتماما خاصا بالاستثمار في إفريقيا، وخاصة في المغرب الذي يعتبر شريكا موثوقا ومنفتحا على العالم ويوفر إحدى أكثر المنصات تنافسية في القارة.
و قال مزور إن "هذه الزيارة تميزت بتبادلات مثمرة للغاية ولقاءات واعدة للتنمية الصناعية والتجارية في المغرب، وذلك في إطار مشاريع التكامل الصناعي الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
ومن بين هذه القطاعات، أشار الوزير إلى تطوير الهيدروجين الأخضر والمحللات الكهربائية وصناعة السيارات، وأي صناعة ذات قيمة مضافة عالية التي أرساها المغرب في إطار منظومة متكاملة، من القوى العاملة إلى الحوافز الضريبية والمالية.
وأكد مزور "نحن نشهد اهتماما متزايدا من الفاعلين الألمان، مع وجود استثمارات مباشرة ملموسة في طور الإعداد، بما في ذلك مصنعان على الأقل وصلت المفاوضات بشأنهما إلى مرحلة متقدمة"، مضيفا "لقد التقينا مع مروجي ومستثمري هذه المشاريع، بالإضافة إلى العديد من الشركاء الآخرين الذين أعربوا عن نواياهم الاستثمارية".
وجمعت هذه الفعالية، التي نظمتها الجمعية الاقتصادية الألمانية-الإفريقية (أفريكا فيرين)، ممثلين عن القطاع الخاص الألماني إلى جانب عدة وفود من دول إفريقية.
وهدف المنتدى، الذي عقد تحت شعار "خلق الإطار المثالي لتحرير فرص الأعمال والاستثمار في إفريقيا"، إلى تحديد الأطر التنظيمية اللازمة لتعزيز تواجد الشركات الألمانية في القارة الإفريقية، وآليات التمويل والحد من المخاطر القائمة.
كما هدف أيضا إلى تعزيز المقاولات الناشئة الإفريقية والألمانية، ومناقشة التدابير اللازمة الكفيلة بتسريع التكامل الإقليمي وتوضيح دور الشركات والشركاء العموميين في هذه العملية.
عمق العبث بنكهة مغربية
في تجربة مسرحية متفردة، أعاد المخرج عمر الجدلي صياغة نص المغنية الصلعاء للكاتب يوجين يونسكو، مقدمًا قراءة مغربية بعنوان ماشي معقول. العمل يعكس تفاصيل العبثية الإنسانية من خلال عدسة مغربية معاصرة، حيث تتشابك اللاعقلانية مع الواقع لتنتج لوحات تجمع بين السخرية والغرابة.
فضاء بصري ثابت وزمن متوقف
اعتمد العرض على سينوغرافيا بسيطة وغنية بالرموز: مائدة وكراسٍ متحركة، ساعة متوقفة فوق الباب، ومظلات تزين الخلفية. هذا الفضاء الثابت يعكس حالة من الزمن المتجمد والانتظار العبثي. أما النوافذ على جانبي الخشبة، فقد أضافت شعورًا بالعزلة والمراقبة، مما عزز الإحساس بالفصل عن الواقع.
حوار مشحون ولهيب اللاعقلانية
افتتحت المسرحية بلقاء رجل وامرأة يتبادلان حوارًا يبدو عاديًا في البداية، لكنه سرعان ما يكشف عبثية الموقف عندما يكتشفان أنهما زوجان يعيشان في الحي نفسه. وسط هذا التوتر، يدخل رجل الإطفاء (عزام بهلول) كشخصية محورية تحاول تهدئة الصراعات الرمزية بين الزوجين.
عزام بهلول: رجل الإطفاء الذي يطفئ النار بالكاريزما
برز عزام بهلول بأداء استثنائي، حيث أتقن دور رجل الإطفاء الذي يسعى إلى “إطفاء” نيران الغضب بين الشخصيات. حضور بهلول كان ديناميكيًا، وأضاف بُعدًا موسيقيًا للعرض من خلال مقطوعاته التي تفاعل معها الجمهور. هذا الأداء المميز جعله الرابط الذي يمتص التوتر ويعيد تشكيل اللحظات العبثية بشكل جذاب.
اللامنطق: خيط ناظم للأحداث
اعتمد النص على لوحات متتابعة، تفصلها تفاصيل يومية تبدو تافهة، مثل انشغال الزوج بقراءة الجريدة لمعرفة أسماء الموتى، مقابل انشغال الزوجة بأمور سطحية. ثم تأتي فلسفة رجل الإطفاء حول جرس الباب: ليس بالضرورة أن يكون أحد خلفه إذا قرع. هذه الحوارات التي تبدو بلا جدوى تعكس بعمق حالة الفراغ والعبثية التي تحيط بالحياة اليومية.
الأداء والتقنيات المسرحية
تميز عبد الرحيم المنياري وبشرى أهريش بتجسيد شخصيتي الزوجين بإتقان كبير، حيث أظهر أداؤهما توافقًا متناغمًا مع روح النص العبثي. أما الإضاءة، الموسيقى، والأزياء، فقد عملت كعناصر مكملة لخلق حالة من العبث المدروس الذي يحاكي فلسفة العرض.
حول العنوان: بين المباشرة والغموض
رغم أن عنوان ماشي معقول يعبر عن جوهر العمل، إلا أنه بدا مباشرًا، مما جعل النص يفقد شيئًا من الغموض الذي يميز المسرح العبثي. قد يكون عنوان أكثر إيحاءً كـ”حين ينطفئ الجرس” أو “نار بلا دخان” أكثر قدرة على دفع المتلقي للتساؤل والتأمل في عمق العمل.
الخلاصة
مسرحية ماشي معقول ليست مجرد اقتباس لنص يونسكو، بل هي إعادة خلق تعيد قراءة العبثية العالمية عبر عدسة مغربية محلية. استطاع عمر الجدلي، عبر أداء متقن وسينوغرافيا غنية، أن يقدم عملًا يجمع بين السخرية والفراغ العبثي. لحظات الملل التي تعمد المخرج إدخالها كانت جزءًا من جوهر النص، مما جعل الجمهور في حالة انتظار وتأمل، ليبقى السؤال مفتوحًا: ماذا وراء الجرس حين يرن؟
تم عرض المسرحية بالمركب الثقافي الفداء الكائن بشارع عبد الله الصنهاجي، في إطار المهرجان المسرحي الاحترافي في نسخته الثانية.
0 تعليق