انتعشت مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا بصورة ملحوظة خلال السنوات الماضية، مع إعلان أكثر من دولة تبنيها مشروع بناء محطة أو أكثر للإسهام في سد فجوة الكهرباء الواسعة عبر القارة السمراء.

وبحسب تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه (مقرّها واشنطن)- توجد 30 دولة حول العالم تدرس إدخال الطاقة النووية ضمن مزيج الكهرباء، ثلثها من أفريقيا.

وتضم قائمة الدول التي تعمل على أو تفكر في مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا كلًا من مصر وغانا وكينيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسودان وأوغندا والجزائر وتونس وزامبيا.

وتمتلك القارة السمراء رواسب كبيرة من اليورانيوم -الوقود المستعمل في تشغيل المفاعلات- ما يجعلها مؤهلة للتوسع في بناء المحطات للاستفادة من وفرة هذا العنصر بمناجم القارة.

وتستحوذ ناميبيا والنيجر على أغلب إنتاج اليورانيوم المستخرج في أفريقيا حاليًا، بما يمثّل 11% و4% على التوالي من الإنتاج العالمي عام 2022، في حين تُنفذ مشروعات أخرى في النيجر وتنزانيا وموريتانيا، بحسب رابطة الطاقة النووية العالمية.

خريطة الطاقة النووية في أفريقيا

رغم كثرة إعلانات مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا، لكن عدد المفاعلات العاملة في القارة ما زال محدودًا جدًا، ويتركز في دولة وحيدة وهي جنوب أفريقيا.

وتمتلك جنوب أفريقيا محطة نووية وحيدة في مدينة كويبيرغ على بُعد 30 كيلومترًا شمال العاصمة كيب تاون، وتضم هذه المحطة مفاعلين متصلين بالشبكة منذ عامي 1984 و1985، بقدرة 1.8 غيغاواط.

وفي يوليو/تموز الماضي، وافقت الهيئة التنظيمية في جنوب أفريقيا على مد ترخيص المفاعل الأول في المحطة لمدة 20 عامًا الذي تديره شركة إسكوم الحكومية.

وتخطط الحكومة للتوسع في إنشاء محطات نووية جديدة بقدرة 9.6 غيغاواط خلال العقود المقبلة وحتى عام 2050، لتحل محل الفحم في مزيج توليد الكهرباء.

الطاقة النووية في مصر

تأتي مصر في مقدمة الدول التي تقود مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا تحت الإنشاء، مع امتلاكها 4 مفاعلات قيد البناء في منطقة الضبعة على ساحل البحر المتوسط.

وبدأت شركة روساتوم الروسية أعمال إنشاء المفاعلات منذ 3 سنوات، حسب اتفاقية مبرمة بين مصر وروسيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ليكون تاريخ بدء بناء المفاعلات النووية في مصر على النحو الآتي:

• المفاعل الأول: يوليو/تموز 2022.
• المفاعل الثاني: نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
• المفاعل الثالث: مايو/أيار 2023.
• المفاعل الرابع: يناير/كانون الثاني 2024.

ومن المتوقع بدء تشغيل المفاعل الأول عام 2028، على أن يكتمل تشغيل المفاعلات الـ4 بحلول عام 2030 بقدرة 4.8 غيغاواط، أو ما يعادل 1.2 غيغاواط لكل مفاعل.

وتخطّط مصر لاستعمال الكهرباء المولدة من هذه المحطات في توفير الطلب المحلي على الكهرباء من ناحية، إلى جانب استعمالها في مشروع تحلية كبير لمياه البحر، للإسهام في سد فجوة العجز المائي في البلاد، بحسب تقرير صادر عن غرفة الطاقة الأفريقية، وهي مؤسسة بحثية غير ربحية مقرّها جوهانسبرغ.

4 دول أفريقية تدرس الطاقة النووية

تخطط أكثر من دولة لبناء أول مفاعلاتها من الطاقة النووية في أفريقيا، ومنها غانا التي وافقت رسميًا على إدراج الطاقة النووية ضمن مزيج الكهرباء عام 2022.

وتسعى غانا لتوقيع اتفاقية بناء أول محطة نووية بقدرة 1 غيغاواط خلال عامي 2024 و2025، مع تواصلها مع 4 دول أبدت اهتمامًا بذلك، وهي الولايات المتحدة وروسيا وكندا وكوريا الجنوبية.

وأعلنت الولايات المتحدة واليابان في أكتوبر/تشرين الأول 2022، مبادرة لدعم نشر المفاعلات النووية الصغيرة في غانا ضمن إطار التعاون الوثيق بين هيئة التنظيم النووي الأميركية ونظيرتها في غانا منذ عام 2017.

وتمتد خطط مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا إلى نيجيريا التي أعلنت إدارج الطاقة النووية في مزيج الكهرباء منذ عام 2019.

وفي مارس/آذار 2022، وقّعت الهيئة التنظيمية النووية في البلاد اتفاقيات تتعلق ببناء محطة نووية مكونة من 4 وحدات مع كوريا الجنوبية وفرنسا وروسيا والهند.

أما كينيا؛ فقد أعلنت اختيار موقعين لبناء مفاعلين نوويين عام 2018، على أن تبدأ توليد الكهرباء بحلول عام 2036 والآخر في عام 2037.

في السياق نفسه، تخطط أوغندا لبناء أول مفاعلاتها من الطاقة النووية ضمن خطة التنمية الشاملة لعام 2040، وتأمل الحكومة في ربط أول محطة بالشبكة بحلول عام 2031.

وشرعت الحكومة بالفعل في مايو/أيار الماضي في الاستحواذ على موقع الأرض المخصصة لبناء المحطة النووية في مقاطعة كيديرا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الدول التي تخطط جديًا لمشروعات الطاقة النووية في أفريقيا:

• غانا
• نيجيريا
• كينيا
• أوغندا

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. بيانات مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا من غرفة الطاقة الأفريقية.
2. بيانات إنتاج اليورانيوم في أفريقيا من رابطة الطاقة النووية العالمية.