لم يمضِ سوى ساعات قليلة على دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، حتى شهد جنوب لبنان تصعيدًا جديدًا. فقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ، الأربعاء، بأن بلدتي كفركلا والخيام تعرضتا لقصف مدفعي إسرائيلي، في خرق واضح للاتفاق الذي أُبرم لإنهاء أسابيع من التصعيد العسكري.
تحركات عسكرية إسرائيلية جنوب لبنان
وفقًا للتقارير، شوهدت ثلاث دبابات إسرائيلية من طراز ميركافا تعبر بوابة فاطمة في كفركلا، متجهة نحو منطقة تل نحاس. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان له أن قواته أطلقت النار على عدة مركبات قالت إنها تقل "مشتبه بهم" لمنعهم من الوصول إلى منطقة محظورة في الأراضي اللبنانية، مما أجبرهم على المغادرة.
هذه الحادثة تأتي بعد ساعات قليلة فقط من إعلان وقف إطلاق النار، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق.
الجيش اللبناني يعزز وجوده جنوب الليطاني
على الجانب اللبناني، دفعت القوات المسلحة اللبنانية بمزيد من الآليات العسكرية نحو جنوب نهر الليطاني، تنفيذًا لما نص عليه الاتفاق. ويهدف هذا الانتشار إلى تعزيز السيطرة الأمنية في المناطق الحدودية ومنع أي تصعيد إضافي قد يهدد استقرار المنطقة.
أكد الجيش اللبناني التزامه بتطبيق القرار 1701 الذي ينص على خلو جنوب الليطاني من أي وجود مسلح غير القوات اللبنانية وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).
خلفية الصراع: أسابيع من التصعيد الدموي
شهد لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي حملة عسكرية إسرائيلية عنيفة، شملت غارات جوية مكثفة استهدفت معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، إضافة إلى مناطق في الجنوب والشرق.
كما توغلت القوات الإسرائيلية عبر عدة محاور في القرى الحدودية، ومنها بلدة الخيام التي شهدت مواجهات شرسة مع مقاتلي حزب الله. وأسفر التصعيد عن مقتل ما لا يقل عن 3754 شخصًا وإصابة أكثر من 15 ألفًا بنيران إسرائيلية منذ اندلاع القتال في 8 أكتوبر 2023، على خلفية الحرب في غزة.
تحديات تهدد استدامة وقف إطلاق النار
رغم التوصل إلى الاتفاق، يبدو أن التوترات على الأرض لم تهدأ بعد. فالقصف الإسرائيلي على كفركلا والخيام يعكس هشاشة الاتفاق واحتمالية تصعيد جديد إذا لم تلتزم الأطراف ببنوده.
من جهته، يرى محللون أن تحركات الجيش اللبناني نحو الجنوب تمثل اختبارًا حاسمًا لمدى قدرة الدولة اللبنانية على فرض سيطرتها على المناطق الحدودية، وضمان استقرار الهدنة.
دعوات للتهدئة وتحذيرات من التصعيد
على الصعيد الدولي، حذرت الأمم المتحدة ودول كبرى من مغبة خرق الاتفاق، داعية الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار بشكل كامل.
أما محليًا، فقد دعت شخصيات لبنانية إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يعيد البلاد إلى دوامة العنف. وأكدت الحكومة اللبنانية أنها ستواصل العمل على تنفيذ بنود الاتفاق، بما في ذلك إعادة الإعمار وتعزيز الثقة مع المجتمع الدولي.
هل تصمد الهدنة؟
يبقى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله خطوة إيجابية نحو التهدئة، لكنه لا يزال مهددًا بسبب الانتهاكات المتكررة. ومع استمرار التحركات العسكرية والمخاوف من التصعيد، يتطلع اللبنانيون إلى جهود دولية وإقليمية لضمان استدامة الهدنة وتحقيق استقرار طويل الأمد في جنوب لبنان.
0 تعليق