"عامل النظافة".. يد سخية وجندي مجهول في المعرض الدولي للنشر والكتاب

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بملابسهم المميزة التي لا يمكن أن تخطئها عين، تجدهم في كل ممر أو جناح بفضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وهم يعملون في صمت من أجل أن يبدو هذا الحدث الثقافي البارز الذي تترقبه الأوساط الثقافية والأدبية في البلاد في أبهى صورة.

إنهم عمال النظافة الذين رصدت عدسة هسبريس حضورا مكثفا لهم بالمعرض، يشتغلون كخلية نحل للحفاظ على نظافة المكان وضمان راحة الزوار الذين لا ينقطع توافدهم عن هذه التظاهرة الثقافية منذ الساعات الأولى للصباح؛ بل إن منهم من يساعد في توجيه الزوار والسائلين عن هذا الجناح أو ذاك.

اقتربت هسبريس من أحد هؤلاء “الجنود” وهو يهم بدفع سلة صغيرة للمهملات بيده اليمنى بينما كان يحمل مكنسة في اليد الأخرى، حيث قال عامل النظافة الشاب الذي أكد أن اسمه سعد ويبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة، إن “عمال النظافة في المعرض يشرعون في عملهم منذ ساعات مبكرة عند حوالي الساعة السابعة والنصف، قبل وصول الزوار من أجل تنظيف الأروقة وإعدادها لاستقبال الوافدين”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “الزوار متعاونون ولا يلقون بالقمامة في أي مكان ويحرص العديد منهم على تسهيل عملنا، مع وجود استثناءات بطبيعة الحال تهم الأطفال الذين لا نلومهم في الحقيقة نظرا لصغر سنهم”، مؤكدا في الوقت ذاته أن البعض منهم يجود عليه بين الفينة والأخرى بمبلغ مالي محترم اعترافا بالمجهودات التي يقوم بها هو وزملاؤه في الحرص على نظافة وجاهزية المعرض لاستقبالهم.

من جهته، أورد نصر الدين، طالب جامعي بشعبة القانون وأحد عمال النظافة الذين تحدثت معهم هسبريس أثناء جولتها بالمعرض، أنه “يشتغل كعامل نظافة في المعارض وبعض الفعاليات الأخرى بشكل مناسباتي مقابل أجر يومي يبلغ 120 درهما من أجل تخفيف الأعباء المادية على أسرته وإعالة نفسه وتمويل دراسته”.

وحول سلوكيات الزوار فيما يتعلق بالتعامل مع مخلفاتهم، أوضح المتحدث ذاته أن “البعض منهم يقدر في الحقيقة عمل عمال النظافة ويحرص على إلقاء الأزبال في الأماكن المخصصة لها؛ غير أن آخرين ما زالوا يُقدمون على سلوكيات لا تليق بمستوى زوار هذا المعرض الثقافي الذي يهدف إلى ترسيخ الوعي والمسؤولية المجتمعيين، إذ يعمدون إلى ترك مخلفات الطعام أو أعقاب السجائر في غير الأماكن المُخصصة لها”.

وتحضر النساء بقوة هن الأخريات ضمن طاقم “مهندسي النظافة” بالمعرض، ومنهن السعدية، البالغة من العمر 49 سنة، التي تشرف على تنظيف أحد المرافق الصحية التي خُصصت للزوار، والتي أبدت هي الأخرى امتعاضها من سلوكيات فردية لامسؤولة للبعض منهم، مسجلة أن “هذه السلوكيات تفرض عليها القيام بمجهود مضاعف للحرص على نظافة المراحيض”.

وأكدت السعدية أن عملها يبتدئ من الساعة والنصف صباحا وإلى غاية السادسة والنصف مساء، مسجلة أنها تشتغل بصفة مؤقتة في المعارض والتظاهرات التي يتم استدعاؤها إليها، منذ حوالي السنتين، بدون أية وثائق أو عقد، مُمنية في الوقت ذاته النفس بـ”إيجاد فرصة عمل قار تضمن لها قوت يومها بشكل منتظم وتضمن لها سبل العيش الكريم”.

من جهتهم، أثنى بعض زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في نسخته الـ29، الذين تحدثت إليهم هسبريس، على مجهودات عمّال وعاملات النظافة وعلى الحلة المتميزة التي تبدو عليها أجنحة هذا الفضاء والممرات المؤدية إليها؛ ومنهم محمد الحدوي، الذي جاء رفقته أفراد أسرته لزيارة المكان، حيث قال إن “مستوى النظافة بالمعرض جيد جدا، ولم نعاين أي تراكم للأزبال أثناء جولتنا بالمكان”، مضيفا أن “عمال النظافة يقومون بعملهم بطريقة احترافية لا تعرقل حركة الزوار الذين لا يكادون يحسون بوجودهم”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق