شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الخميس الموافق 25 سبتمبر/أيلول، بعد أن قلصت مكاسبها التي حققتها في وقت سابق، وجاء هذا التراجع مدفوعًا بانخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، بينما يترقب المستثمرون باهتمام بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، والتي من المحتمل أن تؤثر بدورها على قرارات الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة.
في المعاملات الفورية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة هامشية بلغت 0.1% لتصل إلى 3739.42 دولار للأونصة، وذلك في الساعة 1:41 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:41 بتوقيت غرينتش)، بعد أن كانت قد سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.6% في بداية التعاملات، يُذكر أن الأسعار كانت قد بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث وصلت إلى 3790.82 دولار.
كما سجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر/كانون الأول ارتفاعًا مماثلاً بنسبة 0.1%، لتصل إلى 3771.1 دولار.
بيانات طلبات إعانة البطالة وتأثيرها على النمو الاقتصادي
يعزى هذا التحول في مسار الذهب إلى انخفاض عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانات البطالة خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من أن سوق العمل الأميركية لا تزال تشهد تباطؤًا في وتيرة التوظيف، وكشفت بيانات حديثة أيضًا عن نمو الاقتصاد الأميركي بوتيرة أسرع من التقديرات السابقة خلال الربع الثاني، حيث بلغت نسبة النمو 3.8%.
اقرأ أيضاً: طلبات إعانات البطالة الأميركية تهبط إلى 218 ألفًا.. والناتج المحلي يرتفع 3.8% في الربع الثاني
علق بيتر غرانت، نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن في شركة زانر ميتالز، على هذه التطورات قائلاً: “بلغ عدد طلبات إعانة البطالة 218 ألف طلب، مقابل توقعات بـ 235 ألف طلب، وهذا يعتبر مؤشرًا قويًا قد يقلل من احتمالات تخفيف أسعار الفائدة، ولكنه ليس كافيًا لتغيير الاتجاه العام للسوق”، وأضاف غرانت: “الخطر الأكبر الذي يواجهه الذهب على المدى القصير هو صدور قراءة أعلى من المتوقع لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، فإذا ارتفع التضخم بشكل مفاجئ، فقد يؤدي ذلك إلى دعم الدولار ويؤثر سلبًا على أسعار الذهب بشكل مؤقت”.
الأنظار تتجه نحو بيانات التضخم الأميركية المرتقبة
ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة لشهر أغسطس/آب يوم الجمعة، حيث يعتبر هذا المؤشر المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفدرالي لتقييم مستوى التضخم.
تشير التقديرات في استطلاع أجرته وكالة رويترز إلى أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي قد يسجل ارتفاعًا بنسبة 0.3% على أساس شهري، و بنسبة 2.7% على أساس سنوي خلال الشهر الماضي.
في الوقت الحالي، تتوقع الأسواق بنسبة 85% أن يقوم الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في أكتوبر/تشرين الأول، وهي نسبة أقل من الـ 90% التي كانت متوقعة قبل صدور بيانات الوظائف الأميركية، وذلك وفقًا لأداة FedWatch التابعة لـ CME.
اقرأ أيضاً: الفدرالي الأميركي يتوقع خفضين آخرين للفائدة هذا العام وواحداً في 2026
من جانبها، أكدت رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، دعمها الكامل لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع البنك الأسبوع الماضي، وأشارت إلى استعدادها لتخفيضات إضافية، في المقابل، اتخذ رئيس الفدرالي جيروم باول موقفًا أكثر حذرًا خلال تصريحاته يوم الثلاثاء.
تجدر الإشارة إلى أن جاذبية الذهب تزداد في البيئة التي تشهد انخفاضًا في أسعار الفائدة، حيث أن الذهب لا يدر عائدًا.
نظرة على أسعار المعادن الأخرى
فيما يتعلق بالمعادن الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة ملحوظة بلغت 2.2% لتصل إلى 44.87 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من 14 عامًا.
كما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 3.5% ليصل إلى 1524.15 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2013، وارتفع سعر البلاديوم بنسبة 3.6% ليصل إلى 1254.04 دولار.