«الذهب يشتعل» أسعار المعدن النفيس تحطم الأرقام القياسية عالميًا ومحليًا وسط ترقب لخفض الفائدة

شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بتزايد التوقعات حول إقدام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي أضعف الدولار الأمريكي وعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وذلك وفقًا لتقرير منصة بوابة مولانا المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

وكشف سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، عن ارتفاع أسعار الذهب بنحو 75 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات الأسبوع الماضي، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 سعرًا قدره 5150 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنحو 68 دولارًا لتصل إلى 3828 دولارًا، مسجلة بذلك أعلى مستوى في تاريخها.

تحركات الأسعار المحلية والعالمية

سجل جرام الذهب عيار 24 سعرًا قدره 5886 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4414 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 41200 جنيه، وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية شهدت ارتفاعًا بنحو 105 جنيهات خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتحت التعاملات عند 4970 جنيهًا، وأغلقت عند 5075 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 75 دولارًا من 3685 إلى 3760 دولارًا.

فيما يلي جدول يوضح تفصيلاً لأسعار الذهب المختلفة:

العيار السعر (بالجنيه المصري)
عيار 21 5150
عيار 24 5886
عيار 18 4414
الجنيه الذهب 41200

دوافع الارتفاع العالمي

انخفض مؤشر الدولار مع ترقب المستثمرين لاجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي وقادة الكونجرس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول تمديد التمويل الحكومي، وفي حال فشل المفاوضات، ستبدأ إجراءات الإغلاق الحكومي، مما قد يؤدي إلى تأجيل إصدار بيانات التوظيف الأمريكية الهامة، ويزيد من الضبابية بشأن مسار السياسة النقدية للفيدرالي.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى بنك يو بي إس، إن استعداد الفيدرالي الأمريكي لمزيد من خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة يدعم استمرار ارتفاع الذهب، متوقعًا أن يستهدف المعدن النفيس مستوى 3900 دولار للأوقية، مضيفًا أن القلق من الإغلاق الحكومي يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.

توقعات الفائدة وبيانات التضخم تدعم الاتجاه الصاعد

جاء مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهو المقياس المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم، متوافقًا مع التوقعات، مما دعم رهانات السوق على خفض جديد للفائدة، وتوضح أداة CME FedWatch احتمال بنسبة 90% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، و65% لاحقًا في ديسمبر.

يستفيد الذهب عادة من فترات خفض الفائدة باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا، ويزدهر في فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وقد ارتفع المعدن النفيس بنحو 45% منذ بداية العام، مدعومًا بموجة شراء مؤسسية قوية ومشتريات البنوك المركزية.

تدفقات استثمارية قياسية

أعلن صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صندوق استثماري متداول مدعوم بالذهب في العالم، ارتفاع حيازاته بنسبة 0.89% لتصل إلى 1005.72 طن يوم الجمعة الماضية، مما يعكس تزايد الطلب المؤسسي على المعدن الأصفر، وفي مذكرة بحثية، أوضح دويتشه بنك أن الطلب الرسمي وحيازات صناديق الاستثمار المتداولة تمثل المحرك الرئيسي لقوة الذهب الحالية، بينما يشكل ضعف الطلب على المجوهرات والمعروض من المعادن المعاد تدويرها عوامل تحدّ من الارتفاع.

صعود تاريخي للمعادن النفيسة

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، إذ قفزت الفضة بنسبة 2.1% لتصل إلى 47 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 14 عامًا، كما ارتفع البلاتين بنسبة 2.5% ليصل إلى 1606.77 دولارًا، وهو أعلى مستوى في 12 عامًا، بينما زاد البلاديوم بنسبة 0.7% إلى 1279.15 دولارًا.

فيما يلي مقارنة بين أسعار المعادن النفيسة الأخرى:

المعدن نسبة الارتفاع السعر (بالدولار الأمريكي) أعلى مستوى تاريخي
الفضة 2.1% 47 منذ 14 عامًا
البلاتين 2.5% 1606.77 منذ 12 عامًا
البلاديوم 0.7% 1279.15

الذهب بين الزخم الاستثماري والمخاطر السياسية

الطلب الاستثماري القوي من الصناديق والبنوك المركزية يوفر دعمًا مستمرًا للسعر، كما أن ارتفاع الأسعار قد يُقلل من الطلب على المشغولات الذهبية والمجوهرات في الأسواق الناشئة، وتعزز الضبابية السياسية في الولايات المتحدة، واحتمال الإغلاق، من جاذبية الذهب كأداة تحوط.

آفاق السوق خلال الربع الأخير من 2025

من المتوقع أن يستمر الزخم الصعودي في أسعار الذهب ما لم تظهر بيانات اقتصادية قوية تقلل احتمالات خفض الفائدة، كما سيبقى الطلب المؤسسي والرسمي المحرك الأبرز للأسعار، بينما تواجه صناعة المجوهرات ضغوطًا من ارتفاع التكاليف، ويرى محللون أن الذهب قد يختبر مستويات 3900 دولار في المدى القريب، مع احتمالية تسجيل مستويات قياسية جديدة حال استمرار ضعف الدولار وتزايد المخاوف من تدهور الاقتصاد الأمريكي أو تعثر الموازنة.

تترقب الأسواق صدور بيانات التوظيف ومؤشرات النشاط الصناعي لتحديد اتجاه الفيدرالي خلال الربع الأخير من العام، حيث يواصل الذهب مسارًا صعوديًا تاريخيًا مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة، مما يجعله محور الاهتمام الأول في الأسواق العالمية والمحلية على حد سواء.