تواجه شركة بورش تحديات مالية كبيرة نتيجة لتركيزها الشديد على التحول إلى السيارات الكهربائية، حيث اعترفت الشركة بأن هذه الاستراتيجية المكلفة والسريعة التغيير تسببت في فجوة تشغيلية تقدر بـ 1.8 مليار يورو (2.1 مليار دولار).
أدى هذا الإعلان إلى أكبر انخفاض يومي في قيمة أسهم الشركة منذ إدراجها في البورصة عام 2022، حيث شهدت الأسهم تراجعًا بنسبة 9.3% في بورصة فرانكفورت.
تعديلات جذرية في خطط بورش
في تحول مفاجئ ومثير للدهشة، أعلنت بورش عن تغيير في خططها المتعلقة بسيارتها الرائدة الجديدة K1 SUV، حيث لن يتم طرحها كنموذج كهربائي بالكامل كما كان مخططًا في البداية، بل ستتوفر بخيارات تشمل محركات الاحتراق الداخلي بالإضافة إلى الخيارات الهجينة القابلة للشحن.
الجيل الجديد من طرازي 718 كايمان وبوكستر، اللذين صُمما في الأصل كسيارات كهربائية بالكامل، سيحصلان أيضًا على نسخ مزودة بمحركات احتراق داخلي في الفئات الأعلى، مما يعكس تحولًا في الاستراتيجية.
تهدف هذه الخطوة، وفقًا للشركة، إلى الحفاظ على هوامش الربح، ولكنها تكشف أيضًا عن أن التوجه الكهربائي السابق لم يكن متوافقًا بشكل كامل مع طلبات وتفضيلات عملاء بورش، مما استدعى إعادة النظر في الخطط.
تراجع في قيمة الأسهم وتوقعات الأرباح
أدت هذه التغييرات الجذرية في استراتيجية بورش إلى انخفاض كبير في قيمة أسهم الشركة بنحو 30% منذ بداية العام، مما أدى إلى خروجها من مؤشر داكس الألماني المرموق.
كما اضطرت الشركة إلى خفض توقعات أرباحها أربع مرات خلال عام 2025 وحده، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها.
تداعيات على فولكس فاجن
لم تقتصر الأزمة على شركة بورش وحدها، بل امتدت أيضًا إلى الشركة الأم فولكس فاجن، التي ستتكبد خسائر غير نقدية بقيمة 3 مليارات يورو، مما دفعها إلى خفض توقعاتها للعائدات التشغيلية من 5% إلى نطاق ضيق يتراوح بين 2% و 3% فقط.
تحليل السوق وتوقعات الخبراء
أوضح المحلل ماتياس شميدت أن “الزبائن لا يُبدون اهتمامًا كبيرًا بالسيارات الكهربائية الفاخرة”، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع بورش للعودة إلى نماذج الاحتراق الداخلي التي تحقق أرباحًا عالية.
في المقابل، كان هارالد هندريكس من “سيتي” أكثر حدة في تقييمه، حيث قال: “بورش تخيب آمال المستثمرين منذ أكثر من عامين، ولا يوجد ما يضمن أن خيبات الأمل قد انتهت”، مما يعكس حالة من عدم الثقة في قدرة الشركة على تحقيق أهدافها المستقبلية.
ضغوط على القيادة التنفيذية
تزايدت الضغوط على أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذي لكل من فولكس فاجن وبورش، للتخلي عن منصبه في بورش، وسط تقارير تشير إلى أن عائلتي بورش-بيش قد بدأتا بالفعل محادثات مع مرشحين محتملين لقيادة التحول الجديد للشركة، مما يزيد من حالة عدم اليقين حول مستقبل بورش.