أنفق مراهق صيني يبلغ من العمر ستة عشر عامًا مبلغًا كبيرًا على جلسات علاج النمو غير الجراحي على مدار ستة أشهر، ورغم زيادة طفيفة في طوله بلغت 1.4 سنتيمتر خلال هذه الفترة، إلا أن هذه النتيجة لم تكن دائمة، فتراجع طوله إلى ما كان عليه بعد أسبوعين فقط من توقفه عن الجلسات، مما تسبب له ولأسرته في خيبة أمل عميقة.
تجربة مكلفة تنتهي بخيبة أمل
بدأت هذه القصة عندما أقنع المراهق عائلته بجدوى الاستثمار في علاج النمو غير الجراحي، الذي روجت له إحدى العيادات، وافقت الأسرة على تحمل التكاليف مقابل جلسات أسبوعية امتدت لنصف عام، وفيما يلي تفاصيل التكلفة:
العملة | المبلغ |
---|---|
يوان صيني | 16,700 |
دولار أمريكي | 2,350 |
لاحظ الأب، السيد “هوانغ”، زيادة طفيفة في طول ابنه من 165 سنتيمترًا إلى 166.4 سنتيمترًا، إلا أن هذه النتيجة سرعان ما تلاشت بعد فترة وجيزة من انتهاء البرنامج العلاجي، لتترك خلفها إحباطًا كبيرًا.
تفاصيل الجلسات وأساليب العيادة
تضمنت جلسات علاج النمو تمارين تمدد متنوعة، بالإضافة إلى ارتداء أجهزة غير معروفة الوظيفة، زعمت العيادة أنها تهدف إلى “تنشيط” الركبتين وتحفيز نمو العظام، وادعت أن هذه الطريقة تسهم في إطالة القامة، خاصة لدى الأطفال والمراهقين، لكن بعد أن لاحظت الأسرة التراجع السريع في الطول المكتسب، تقدمت بشكوى رسمية ضد العيادة، وفي النهاية، تمكنت الأسرة من استرداد كامل المبلغ المدفوع، بعد أن بررت العيادة عدم فعالية العلاج بأن الصبي أصبح “كبيرًا في السن”.
رأي الأطباء في فعالية العلاج
حذر الأطباء المتخصصون في الغدد الصماء من الانجراف وراء مثل هذه الادعاءات التجارية غير المثبتة علميًا، وأوضح الدكتور وو شيويه يان، من مستشفى كلية بكين الطبية، أن التمدد البدني القسري لا يستند إلى أي أساس علمي مثبت، مشيرًا إلى أن أي زيادة قد تنتج عنه لا تتعدى كونها مؤقتة، وتتراوح بين نصف سنتيمتر وسنتيمتر واحد فقط، كما أكد أن طول الإنسان يتأثر بعوامل يومية، مثل تأثير ضغط وزن الجسم على العمود الفقري خلال النهار، واستعادته لطوله الأصلي أثناء النوم ليلًا.
التمارين الرياضية: الخيار الأكثر موثوقية
أكد الدكتور “وو” أن الطريقة الوحيدة الآمنة والمثبتة علميًا لتعزيز النمو لدى المراهقين هي ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، فالنشاط البدني يعمل على زيادة مستويات هرمون النمو في الجسم بشكل طبيعي، مما ينعكس إيجابًا على صحة العظام والعضلات، وأضاف بسخرية أن “الناس ليسوا معكرونة حتى يتم شدهم لإطالة طولهم”، في إشارة واضحة إلى الادعاءات غير الواقعية التي تروج لها بعض المراكز التجارية، وعلى الرغم من كل هذه الحقائق، استمرت العيادة في تبرير فقدان الطول المكتسب بغياب الابن عن بعض الجلسات، معتبرة ذلك أمرًا طبيعيًا.