وفاة كلوديا كاردينالي الأسطورة الإيطالية عن عمر يناهز 87 عامًا والرئيس الفرنسي ماكرون يقدم التعازي

رحلت عن عالمنا النجمة الإيطالية الأيقونية كلوديا كاردينالي عن عمر يناهز 87 عامًا، وذلك في مقر إقامتها الهادئ بضواحي باريس، لتسدل الستار على مسيرة فنية حافلة بالإنجازات في عالم السينما والمسرح.

وقد نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، النجمة الراحلة عبر منصة “إكس”، واصفًا إياها بأنها كانت “نجمة إيطالية وعالمية”، ومؤكدًا أنها ستبقى “في قلوب الفرنسيين إلى الأبد”.

وأشار ماكرون في منشوره إلى أن كاردينالي “كانت تجسّد حريةً ونظرة وموهبةً أضافت الكثير إلى أعمال الكبار، من روما إلى هوليوود، وباريس التي اختارتها وطنا لها”.

نشأت كاردينالي في تونس، لعائلة تعود أصولها إلى صقلية، ودخلت عالم السينما في عام 1957، بعد فوزها في مسابقة جمال بتونس، حيث كوفئت برحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي.

وبعد تقديمها لسلسلة من الأدوار الصغيرة، انطلقت كاردينالي نحو الشهرة العالمية في عام 1963، وذلك عندما شاركت في فيلم “1/2-8” للمخرج المبدع فيديريكو فيلليني، كما لعبت دور البطولة إلى جانب النجم بيرت لانكستر في فيلم “الفهد” أو “ذا ليوبارد” في العام نفسه.

### شهرة متصاعدة وهوليوود

مكنتها شهرتها المتزايدة من اقتحام عالم هوليوود، لتتألق في الفيلم الفكاهي “النمر الوردي” (ذا بينك بانذر) من إخراج المخرج القدير بليك إدواردز، وفيلم “حدث ذات مرة في الغرب” (وانس أبون إيه تايم إن ذا وست) للمخرج سيرجيو ليون عام 1968.

### تحديات في المسيرة الفنية

شهدت مسيرة كاردينالي الفنية بعض الصعوبات في فترة السبعينيات، وذلك بعد انفصالها عن المنتج السينمائي فرانكو كريستالدي، لتبدأ علاقة استمرت مدى الحياة مع المخرج باسكوال سكويتيري، الذي أنجبت منه ابنة أسمتها كلوديا أيضًا.

اشتهرت كاردينالي، بصوتها الأجش المميز وولعها بالتدخين، وبصفتها امرأة مستقلة شرسة ومتحررة الروح، وقد تحدت ذات مرة بروتوكول الفاتيكان بحضورها اجتماعًا مع البابا بولس السادس مرتدية تنورة قصيرة.

وفي عام 2022، صدر كتاب يحتفي بحياتها الملهمة تحت عنوان “كلوديا كاردينالي. التي لا تقهر”.

### سنواتها الأخيرة وتأثيرها الدائم

أقامت كاردينالي معظم وقتها في فرنسا، وكانت صديقة مقربة للرئيسين فرانسوا ميتران وجاك شيراك، ثم اتجهت إلى المسرح في مطلع هذا القرن، وحازت على الإشادة لظهورها المتميز على خشبة المسرح.

واستمرت في تقديم أفلام بلغات أوروبية متنوعة حتى أواخر حياتها، وقد مُنحت جائزة إنجاز العمر في مهرجان برلين السينمائي عام 2002، حيث عبرت عن امتنانها واعتزازها بمهنة التمثيل، قائلة إنها كانت مهنة عظيمة.

وأضافت: “لقد عشت أكثر من 150 حياة، عاهرة وقديسة ورومانسية، وكل أنواع النساء، وإنه لمن الرائع أن تتاح لك هذه الفرصة لتغيير نفسك”. وأردفت قائلة: “لقد عملت مع أهم المخرجين. لقد منحوني كل شيء”.