بين الحقيقة والوهم.. هل يمنح التغير المناخي المواطنين أول كوب قهوة مصري؟

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأربعاء 15/مايو/2024 - 05:07 م

بسبب التغيرات المناخية أشجار البن بدأت تثمر.. بتلك الكلمات خرجت وزارة الزراعة في بيان رسمي لها، لتمنح أملًا للمواطنين في احتساء كوب قهوة خالص 100%، إلا أنها في البيان نفسه نفت نجاحها حتى هذه اللحظة في زراعة البن، ويأتي ذلك عقب ضجة أحدثتها باحثة في مركز البحوث الزراعية حول نجاح المركز في زراعة البن، ليبقى السؤال: هل يمنح التغير المناخي المواطنين أول كوب قهوة مصري؟

التغيرات المناخية تؤثر سلبًا على المحاصيل الزراعية في مصر

ويرى الدكتور عادل أبو السعود، أستاذ بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، إن التغيرات المناخية تحدث في عوامل الطقس الأربعة، أبرزها درجات الحرارة وسقوط الأمطار، موضحًا أن معدل سقوط الأمطار في مصر قليل كما أنه يقل أيضًا هذه الأيام، وأصبحت الأمطار في مصر لا تزيد عن 200 مل في السنة وهذه مناطق جافة.

وقال الدكتور عادل أبوالسعود، في تصريحات لـ القاهرة 24: الحرارة يقصد بها التذبذب الشديد في درجات الحرارة أما الارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد والتذبذب في الاحتباس الحراري، نتيجة 6 غازات معروفة تتراكم نتيجة الصناعة والمصانع والأنشطة المرافقة لها وينتج عنها غاز ثاني أكسيد الكربون، موضحًا أن موجات الحرارة لوكانت ساخنة تؤثر على بعض المحاصيل مثل التمر ومن الممكن أن يجعله يجف على النخل، متابعًا: وأيضًا البرودة وانخفاض درجات الحرارة لو انخفضت بصفة أكثر من المعتاد يتأخر ظهور المحصول عن المعتاد نتيجة تأخر الشماريخ الزهرية، لافتًا إلى أن المانجو كانت تأثرت بالتغيرات المناخية منذ سنتين بفعل تذبذب درجات الحرارة ونتيجة ذلك بدأ المزراعون يتأخرون في الزراعة.    

نادر نور الدين: التغيرات المناخية مش هتجبلنا جبال وهضاب

من جهته، يرى الدكتور نادر نور الدين، أن الحديث عن أن التغيرات المناخية جعل مناخ مصر استوائيًا هذا يدل على عدم فهم لمعنى المناخ الاستوائي، مؤكدًا أن المناخ الاستوائي، يجب أن لا تزيد درجة الحارة فيه عن 30 درجة طوال العام إضافة إلى أن الأمطار به أمطار مستديمة أو موسمية، إضافة إلى أن زراعة البن تحتاج أماكن عالية مثل الجبال. 

وتابع: وبالتالي فإن تغير المناخ لن يجعل درجة حرارة مصر أقل من 30 درجة طوال العام ولن يجعل الأمطار تهطل في الصيف ولن يمنح مصر جبالًا ومرتفعات وهضاب، لأن التغيرات المناخية تعني الاحترار العالمي  وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما سيجعلنا نزرع شاي ليس له طعم الشاي ونحصد بنا ليس له طعم البن.  

درجات حرارة الكوكب في خطر

أما أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، قال خلال حديثه مع القاهرة 24، إنه بفعل التغيرات المناخية الحالية، يجب النظر إلى ملف الاستنباط والذي خاضت فيه البلاد شوطًا كبيرًا ونجحت في ملفات مهمة مثل القمح والأرز، حيث وفرت أصنافًا لا تحتاج إلى كميات مياه كبيرة وتتلاءم مع التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم حاليًا، موضحًا أن زراعة البن والشاي مختلفة، لأن الكرة الأرضية والمناخ مختلف من مكان إلى آخر ومصر بيئة معتدلة ولا تهطل بها أمطار، وزراعة البن والشاي تحتاج إلى جبال ومرتفعات وكميات كبيرة جدًا من الأمطار وهذا المناخ غير موجود بمصر. 

وأوضح الدكتور شراقي أن التغيرات المناخية هي انحراف عن العادي، لافتًا إلى أنه من الطبيعي أن ترتفع درجة حرارة الكوكب درجة واحدة كل ألف عام، ولكن الفترة الحالية لأول ترتفع درجات الحرارة درجة في 100 سنة فقط ومن المتوقع أن ترتفع كل 50 سنة لذلك يتم حاليًا العمل لضبط الوضع المناخي.

التغيرات المناخية لن تفيد في تجارب البن والشاي 

وأوضح أن درجات الحرارة العالية هي خطر كبير على العالم لأنها ستذيب الجليد عندما ترتفع إلى حد معين وتؤثر على ملوحة التربة، والجهود العالمية الحالية نحاول من خلالها على ألا ترتفع درجات الحرارة، مؤكدًا أنه من الصعب أن تنجح مصر في زراعة البن والشاي بفعل التغيرات المناخية لأنه غير منطقي، ولكن من الممكن أن تنجح زراعة هذه المحاصيل المهمة في حال نجحنا في استنباط أصناف بن وشاي جديدة، وهذه هي فائدة البحث العلمي في مصر، لافتًا إلى أنه يتم تطوير البحث العلمي في مصر لتحقيق هذه الخطوة. 

وقال شراقي: إن التغيرات المناخية لا تفيد المحاصيل الاستوائية، لأن هذه المحاصيل محتاجة مناخ معين وهو المناخ الاستوائي، لافتًا إلى أن القمح في مصر ينجح لأنه في البيئة المناسبة له. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق